وافق الكرملين مبدئياً على فكرة التفاوض مع الرئيس الشيشاني اصلان مسخادوف، الا ان الناطق الرسمي سيرغي ياسترجيمبسكي اكد امس ان "لموسكو شروطها". وأضاف انها "لا تثق" بمسخادوف، فيما علمت "الحياة" ان الرئيس المنتخب فلاديمير بوتين ينوي اعلان "أفكار للتسوية" عشية مغادرته الى لندن الاثنين المقبل. وأكد نائب رئيس البرلمان الشيشاني سليم بيشايف انه التقى مسخادوف الذي كرر دعوته الى مفاوضات فورية من دون شروط مسبقة. وكان مسخادوف انتقد في حديث اذاعي عدداً من القادة الميدانيين والسياسيين الشيشانيين الذين حملهم مسؤولية اشعال فتيل الحرب بغزو جمهورية داغستان المجاورة، واقترح اعلان هدنة والشروع فوراً في مفاوضات. وفي أول رد فعل على هذه الاقتراحات اكد ياسترجيمبسكي ان "مسخادوف قد لا تكون لديه شروط ولكن نحن لدينا شروط" ومنها نزع سلاح المقاتلين الشيشانيين و"معاقبة" شامل باسايف وخطاب ورسلان غيلايف وغيرهم من القادة الميدانيين الذين قال انهم "يتحملون مسؤولية مصرع مئات الآلاف من البشر". وطالبت موسكو ايضاً ب"تصفية كل التشكيلات المسلحة". وذكر ياسترجيمبسكي انه في حال تنفيذ هذه الشروط "يمكن الانتقال الى نوع من العمليات السياسية" لكنه أردف ان موسكو "لا تثق بمسخادوف وأقواله". واثارت الاقتراحات الشيشانية ردود فعل متناقضة في موسكو، فقد تحفظ عن قبولها القادة العسكريون، وقال النائب الأول لرئيس هيئة الاركان العامة يوري بالوينسكي ان مسخادوف "يخاف من المصير الذي يستحقه" ولذا فإنه دعا الى وقف النار، وتابع انه عندما يعلن موقفاً ضد باسايف فإنه لا يغير شيئاً "فهو لا يسيطر على هذه المجموعة". واعتبر رئيس مجلس الفيديرالية الشيوخ يغور سترويف الاقتراحات محاولة ل"تسييس" القضية وتأليب الغرب ضد روسيا. وتابع ان المقاتلين الشيشانيين "محصورون في زاوية ويريدون التقاط أنفاسهم". ورفض التفاوض مع مسخادوف ما لم يسلم الى السلطات الفيديرالية باسايف وخطاب وغيرهما من "الارهابيين". الا ان رئيس جمهورية انغوشيتيا رسلان آوشيف دعا موسكو الى اتخاذ "خطوة جوابية". وأضاف ان مسخادوف يدرك ان بوتين "ورث المشكلة الشيشانية" عن سلفه وانه يمكن ان يدخل التاريخ اذا وفق في حلها. واقترح اوشيف تشكيل فريقي عمل لدرس اقتراحات الجانبين ووضع صيغة موحدة والاتفاق على التعاون في "مكافحة الارهاب"، وحل مشكلة اللاجئين، وتشكيل مجلس استشاري يضم قادة جمهوريات شمال القوقاز لمساعدة المركز الفيديرالي في معالجة مشاكل المنطقة. وعلمت "الحياة" من مصدر برلماني ان بوتين كلف فريقاً من مستشاريه اعداد "أفكار للتسوية" قال انه سيعلنها عشية مغادرته موسكو الاحد في جولة تشمل مينسك ولندن. وأضاف المصدر ان الخبراء اقترحوا فكرة "تعدد الأطراف الشيشانية المفاوضة" أي ان تبدأ موسكو حوارات مع جهات عدة يكون مسخادوف "واحداً منها وليس الأول بينها". وتابع ان الكرملين لم يتخذ بعد القرار النهائي وتوقع ان يصدره بعد مشاورات مع شيشانيين معروفين وقادة عدد من جمهوريات شمال القوقاز. واكد المصدر ان الرئيس التتري منتمير شايمييف الذي قام بوساطة اثناء الحرب السابقة لا يستبعد ان يلعب الآن دوراً في ترتيب المفاوضات بين موسكو والشيشانيين. وفي انتظار التطورات السياسية استمر الوضع الميداني هادئاً نسبياً، وذكرت القيادة الفيديرالية ان مواقعها تعرضت لإطلاق نار في عدد من المناطق الا انها أكدت انه لم تقع اصابات، وأغارت الطائرات الروسية على المناطق الجلبلية التي ذكر ان وحدات شيشانية اخذت تتجمع فيها.