أكد مسؤول سوري أن السلام بين دمشق وتل أبيب "مستحيل" من دون عودة "كل ذرة" من الجولان السوري واستعادة "كل قطرة من المياه" في الهضبة المحتلة منذ العام 1967، لافتاً الى ان بلاده "لن تخضع لاي شكل من أشكال الضغوط" اذ انها تقف مع لبنان "صفاً واحداً لمواجهة تداعيات عملية التضليل الاسرائىلية" من خلال اعلان رئيس الوزراء ايهود باراك عزمه على الانسحاب من جنوبلبنان في تموز يوليو المقبل. وقال الامين القطري المساعد لحزب "البعث" الدكتور سليمان قداح ان الانسحاب من الجولان الى خطوط 4 حزيران يونيو عام 1967 "غير قابل للنقاش والمساومة" وانه "مدخل طبيعي الى السلام العادل الشامل". وزاد في خطاب ألقاه نيابة عن الرئيس حافظ الاسد ان دمشق "لن تتهاون او تفرط بذرة من الارض او بقطرة من المياه او بحق من الحقوق، ولن تخضع لاي شكل من اشكال الضغوط مهما كبرت التحديات وطال الزمن". وكان قداح يشير الى اقتراح باراك الانسحاب من الجنوب لاعتقاده بأن ذلك سيؤدي الى الضغط على دمشق لتقديم "تنازلات" في ما يخص المسار السوري. وقال المسؤول السوري ان اسرائىل "تعمل في واقع الحال على اعادة انتشار قواتها في الاراضي اللبنانية تحت ضربات المقاومة الوطنية الباسلة، وهي تسعى الى فصل المسارين السوري واللبناني. اذا كانت حقا راغبة في تطبيق القرار 425 فما عليها الاّ ان تنسحب من جميع الاراضي اللبنانية الى الحدود الدولية المعترف بها من دون قيد او شرط". وبدأ مسؤولون سوريون حملة ديبلوماسية لتوضيح خلفيات الاقتراح الاسرائىلي، اذ ان وزير الخارجية السيد فاروق الشرع زار امس بيروت واجتمع مع الرئيس اميل لحود في طريقه الى باريس حيث سيجتمع مع الرئيس جاك شيراك لعرض وجهة نظر دمشق بعدما سمعت باريس الرأي الاسرائىلي خلال المحادثات مع وزير الخارجية ديفيد ليفي. وافاد مصدر في الاليزيه اف ب ان الشرع يحمل الى الرئيس جاك شيراك "رسالة مكتوبة" من الرئيس حافظ الاسد. وأضاف ان باراك اتصل هاتفيا بشيراك امس للبحث في انسحاب اسرائيل من لبنان وعملية السلام والعلاقات مع سورية، مشيرا الى ان شيراك شدد على اهمية التوصل الى سلام شامل وعادل على اساس القرارات الدولية المعنية". وقال قداح ان تل ابيب "تخدع العالم وتقوم بحملة تضليل واسعة اذ انها توهم المجتمع الدولي بأنها تريد الانسحاب من لبنان وتطبيق القرار 425، لكنها تعمل في واقع الحال على اعادة انتشار قواتها في الاراضي اللبنانية ... وتسعى الى فصل المسارين". واضاف ان مطالبة بلاده بالانسحاب الكامل من الجولان "غير قابلة للنقاش والمساومة". وزاد انها "تقف الى جانب لبنان صفاً واحداً وموقفاً موحداً في جميع الظروف والاحوال وفي مواجهة تداعيات عملية التضليل الاسرائىلي"، وان دمشقوبيروت "تعملان لتوطيد وحدة المسار والمصير بين الشعبين".