قالت مصادر سياسية مقربة من دمشق لپ"الحياة" ان سورية ابلغت الى فرنسا ان لا مشكلة ولا مانع لديها في تطبيق اسرائيل قرار مجلس الامن الدولي الرقم 425 الذي يؤدي الى انسحابها من جنوبلبنان، من دون شروط على ان يعلن رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو اعترافه بالمواقف التي كان توصل اليها سلفاه اسحق رابين وشمعون بيريز في شأن الاستعداد للانسحاب من الجولان حتى حدود الرابع من حزيران يونيو 1967. وذكرت هذه المصادر ان الجانب السوري قال للمسؤولين الفرنسيين: "اذا ضمنت الولاياتالمتحدةوفرنسا اي اعلان اسرائيلي في هذا الصدد، لن تمانع سورية في ان يبدأ الانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان، وان يتزامن ذلك مع استئناف مفاوضات السلام على المسار السوري استناداً الى الاعلان الاسرائيلي الذي يحقق شرطاً سورياً يقضي بأن تعاود من حيث انتهت، في مواجهة الموقف الاسرائيلي الذي يصر على معاودتها من دون شروط قاصداً بذلك عدم الزام حكومة نتانياهو بما سبق ان التزمته حكومتا رابين وبيريز". وأوضحت ان العرض السوري، اذا قبل به الجانب الاسرائيلي يكون فصل بين الانسحاب من الجنوب والانسحاب من الجولان وان كانت بيروتودمشق تربطان بين المسارين في التوصل الى معاهدة سلام. وقالت المصادر السياسية المقربة من دمشق ان موقفها هذا ابلغته الى باريس، وعهدت اليها نقله الى الجانب الاسرائيلي، بعدما اكد الجانب الفرنسي انه لن يقبل بالخوض في اقتراحات اسرائيلية لتطبيق القرار 425، اذا كانت بيروتودمشق ترفضان عروض تل أبيب بمفاوضات على ترتيبات امنية وضمانات لأمن حدودها الشمالية من الحكومة اللبنانية والحكومة السورية. ونقلت عن كبار المسؤولين السوريين ارتياحهم الشديد الى الموقف الفرنسي من العروض الفرنسية الرافضة لإحراج لبنان وسورية حيال الشروط الاسرائيلية التي يرفضانها. وأوضحت ان القيادة السورية ردت على الموقف الفرنسي الايجابي حيال طروحاتها والجانب اللبناني باقتراح الاستعداد لعدم الممانعة في انسحاب اسرائيلي من جنوبلبنان، من دون شروط، على ان يتزامن مع بدء مفاوضات السلام بين البلدين على قاعدة البحث في الانسحاب من الجولان. وكانت الانباء تشير الى ان موقف سورية هو تزامن الانسحابين من الجولان والجنوب فيما العرض السوري الجديد يتيح التزامن بين انسحاب من الجنوب ومعاودة المفاوضات مع سورية على الانسحاب من الجولان. وعلمت "الحياة" من مصادر اخرى ديبلوماسية ان الجانب الاسرائيلي، في محادثاته مع الجانب الفرنسي، كان جس النبض حيال استعداده للتخفيف من شروطه للانسحاب وتطبيق القرار 425، ومنها التفاوض على ترتيبات امنية وتفكيك آلة "حزب الله" العسكرية... ملمحاً الى امكان اكتفائه بشرط اعلان الحكومة اللبنانية استعدادها لضمان الامن في الجنوب بعد الانسحاب الاسرائيلي. وكشفت هذه المصادر ان نقاشاً بين الجانبين الفرنسي والاسرائيلي دار على المخارج الممكنة لتتخلى اسرائيل عن مطلب استيعاب عناصر "جيش لبنانالجنوبي" المتعاون مع اسرائيل بقيادة اللواء أنطوان لحد، كأحد شروط الانسحاب... وان تل أبيب لا تبدو متمسكة به. وقالت المصادر ان جانباً مهماً من المحادثات التي يسعى خلالها الاسرائيليون الى تسويق مفهومهم وأفكارهم في شأن تطبيق القرار 425، والتي ترفضها سورية ولبنان، تطرق الى ما يمكن القيام به على المسار السوري لمفاوضات السلام... خصوصاً ان فرنسا ومعها الولاياتالمتحدة تحرصان على دعم سوري لتطبيق القرار الدولي في شأن جنوبلبنان.