بعد اسبوع على توقيف طلاب من مناصري العماد ميشال عون بتهمة توزيع بيانات "تسيء الى جيش دولة صديقة" سورية، وما تبعه من اعتصامات وتظاهرات طالبية وتوقيفات وأحكام وردود فعل، بدا ان القضية بدأت تأخذ منحيين. فمن جهة اثارت تعاطفاً من جهات عدة. بعضها معارض لعون، مع التحرك الطالبي. من حيث الحق في التعبير عن الرأي ورفض قمع التظاهرات بالقوة. ومن جهة اخرى، بحسب ما اعلن عون نفسه و"التيار الوطني الحر" الذي يمثله في لبنان ان المضمون الاساسي للتحرك "لا يجوز اختصاره بالحدث الآني، لأنه يتعداه الى تصعيد المطالبة بخروج الجيش السوري". وجديد هذه القضية امس، استمرار اعتصام عدد من الطلاب في كلية الاعلام الفنار احتجاجاً على توقيف رفاقهم والاحكام التي صدرت على ثمانية منهم، ونقل بعض المحكومين امس الى سجن رومية، وتوزع الآخرين على نظارتي قصر العدل والمحكمة العسكرية، واعلانهم اضراباً عن الطعام احتجاجاً على سوء معاملتهم، كما افاد وكلاؤهم الذين يتجهون الى تمييز الحكم غداً السبت، على ان تنظر المحكمة في الامر الثلثاء المقبل. وسيقرر "التيار" خطواته المقبلة بعد مشاركة ناشطين منه بكثافة اليوم، في مناسبة دينية في بكركي، في وقت صعد العماد عون حملته على الحكم والحكومة في لبنان. وقال امس تعليقاً على الاحكام في حق ثمانية من مناصريه "بينما يقوم الحكم ... بجولة على الدول العربية لأعطاء النظام السوري شهادة براءة ذمة لاحتلاله لبنان، ينقض عملاء المخابرات على منازل الاحرار لارهابهم بالتوقيف واختلاق التهم في حقهم، واحالتهم على القضاء الذي اصبح برعاية المسؤولين الحاليين قدراً سيئاً، لا قضاء". وأبدى "عدم ثقة بقضاء ينسب الى الضحية الجريمة التي ارتكبت في حقها". واعتبر الاحكام "اوسمة تعلق على صدور المحكومين وشهادة للتاريخ لهم وعلى الحكام". واذ افيد ان رئيسي المجلس النيابي نبيه بري والحكومة سليم الحص اعترضا على الطريقة التي عومل بها الطلاب، وطلب الاول اطلاق الموقوفين في اسرع وقت، تواصلت امس ردود الفعل، فاستنكر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اللبناني "المنع والقمع حيال اعداد من الطلاب، كان ولا يزال من الاجدى تفهم دوافعهم واحاطة تحركهم بروح ايجابية من المواكبة، لا ملاحقتهم واعتقالهم". وشدد "تجمع اللجان والروابط الشعبية" على "الحرص على حرية التعبير، على رغم اختلافنا في الرأي مع الاخوة في التيار الوطني الحر". وحذر من "الافخاخ السياسية والمشاريع المشبوهة للايقاع بين اللبنانيين في وقت يفرض علينا الوحدة والتماسك". وحذر حزب الوطنيين الاحرار من "مغبة السعي الى تكريس هذه الممارسات في الحياة السياسية اللبنانية على خلفية اقرار مبدأ الامن السياسي، ما يحول لبنان سجناً كبيراً". ودان "التجمع من اجل لبنان" الموالي لعون، من باريس امس الاحكام. ورأى "انها برهان واضح على الاعتباطية السائدة النظام اللبناني الذي حول البلاد جمهورية موز". وذكر السفير السابق سيمون كرم الدولة "التي تقمع حرية التعبير بأن هؤلاء الطلاب هم الذين حرروا ارنون بالايدي العارية".