الطلاب العونيون الذين اعتصموا امس في جامعاتهم في بيروت احتجاجاً على اعتقال 40 زميلاً لهم لتوزيعهم بيانات في ذكرى مرور 50 عاماً على اقرار شرعة حقوق الانسان، ظهروا اقل حماسة من العام الفائت، وقالوا ان محركهم اليوم، الخيبة وليس الغضب والاحتجاج. فهم شعروا للحظات ان العهد الجديد في لبنان سيغير شكل تعاطيه معهم، فانتشروا اول من امس في شوارع بيروت حاملين اوراقاً ولّفوا عليها عناوين صحف تتضمن اخباراً عن محاولات التظاهر التي قاموا بها في السنة الماضية، وذيّلوها بشعارات حماسية لهم. وكانت النتيجة ان اعتقلوا لليلة واحدة امضوها في نظارات قوى الامن اللبناني. في الجامعة اليسوعية التي اعتقل سبعة من طلابها، اعتصم الطلاب على مدخلها وأطلقوا شعاراتهم نفسها التي كانوا يطلقونها في السنة الفائتة وهتفوا ضد المجلس النيابي وسورية وطالبوا بالحرية والسيادة والاستقلال، ولكن هذه الشعارت خرجت هذه السنة من افواه اقل عدداً وحماسة. كما ان العونيين لم يجدوا كثيراً من القوى الطالبية المتضامنة معهم امس، فباستثناء بيان لطلاب حزب الوطنيين الاحرار ادان اعتقال الناشطين العونيين، لم تتضمن البيانات الاخرى ادانة واضحة لفعل الاعتقال. فطلاب "حركة الشعب" مؤيدو النائب نجاح واكيم أصدروا بياناً للمناسبة، وقبل ان يطالبوا فيه بالافراج عن زملائهم المعتقلين، اعلنوا عدم تفهمهم لمساواة العونيين "الاحتلال الاسرائيلي بالوجود السوري"، وعدم انتباههم "للتغيير الجذري الذي احدثه العهد الجديد". واقتصر بيان المجموعات اليسارية في الجامعات التي كانت شاركت في الماضي في تظاهرات الاحتجاج على منع المقابلة مع العماد ميشال عون في تلفزيون "ام.تي.في." على الطلب من العهد الجديد بتوسيع مساحة الديموقراطية والحرية. كما لوحظ غياب الطلاب القواتيين المؤيدين ل"القوات اللبنانية" المحظورة عن الاعتصامات. وفي الساعة الحادية عشرة، بدأ بعض الطلاب الذين اوقفوا، بالوصول الى الجامعة اليسوعية بعدما افرج عنهم، وقال بشير حداد الذي اوقف في مخفر في رأس بيروت "لقد كبلوا ايدينا بالاصفاد، وتركز التحقيق، حول انتمائنا للتيار العوني، وعن الذي زودنا بالبيانات، وكانت التهمة الموجهة الينا، هي الاساءة الى علاقة لبنان مع دولة شقيقة. وأعربت مصادر "مأذونة" عن خشيتها من ان يكون التحرك الذي حصل، محاولة لإحداث ارباكات سياسية وغير سياسية. وأشارت الى ان ما حصل لا يمكن فصله عن جملة معطيات متضررة من انطلاق العهد بالزخم نفسه الذي حظي به منذ قيامه. وقال مصدر قضائي ل"الحياة" انه تم الافراج عن جميع الموقوفين بسند إقامة وأحيلوا الى القضاء المدني بتهمة التعرض للدولة بالقدح والذم. وأكدت مصادر عونية ل"الحياة" ان القوى الامنية اقدمت مساء اول من امس على اقفال مكتب التنسيق الطالبي للتيار العوني في الحازمية بالشمع الاحمر. وأصدر التيار الوطني الحر المؤيد لعون بياناً اعتبر فيه ان "حدود الحرية في لبنان لم تتبدل بتبدل الوجوه في مراكز السلطة". وأضاف "لم يتردد بعض المسؤولين او مدّعي المسؤولية عن الاتصال بالطلاب وتهديدهم للعدول عن مواقفهم". ودعت هيئة الطلاب في التيار العوني الى اعتصام مركزي نهار الاثنين المقبل للمطالبة بوقف التعقبات المتلاحقة بحق الطلاب، لا سيما اولئك الذين ستبدأ محاكمتهم من قبل القضاء العسكري في السابع عشر من الشهر الجاري بتهمة المشاركة في تظاهرات العام الفائت. وفي باريس، وجه ناشطون من اجل حقوق الانسان نداء عاجلاً الى رئيس الجمهورية إميل لحود لإطلاق سراح الطلاب الموقوفين، معتبرين ان ما حصل في ذكرى اعلان حقوق الانسان يعتبر خرقاً للاعلان الذي وقّع عليه لبنان.