بولاوايو زيمبابوي - أ ف ب، أ ب - اعلن مسؤول نقابي امس ان المزارعين البيض في ماتا بيلا لاند الغربية جنوب غربي زيمبابوي بدأوا يغادرون بعض المزارع لأنهم يتوقعون هجمات جديدة بعدما قتل احد جيرانهم الثلثاء. ورحّبت بريطانيا بتدخل الامين العام للامم المتحدة لدى الرئيس روبرت موغابي الذي سيرسل وفداً الى لندن لمناقشة تمويل الاصلاح الزراعي. وقال ماك كراوفورد رئيس نقابة المزارعين البيض في ماتا بيلا لاند "تلقينا معلومات تفيد بأن بعض الاشخاص مستهدفون"، مضيفاً "غادرنا الى المدينة والنساء والاطفال والرجال احتشدوا في مجموعات من اربعة او خمسة اشخاص في احد المزارع". وأكد كراوفورد ان النقابة تلقت معلومات بعد قتل المزارع مارت اولدز تفيد أن مجموعتين من انصار الحكومة توجهتا الى هذه المنطقة لقتل المزارعين. واضاف ان "ذلك لم يحصل صدفة. انها حملة منسقة يمكن وقفها في أي وقت من رجل واحد هو الرئيس روبرت موغابي". واعتبر كراوفورد ان التصريحات التي وصف فيها موغابي الثلثاء المزارعين البيض بأنهم "اعداء" من شأنها ان تبدد كل الشكوك حول اسباب تصاعد موجة العنف. واحتل آلاف من السود بقيادة محاربين قدامى بعض مزارع البيض منذ شباط فبراير. وقتل مزارعان من البيض خلال اربعة ايام. وقال جون روزنفيليز وهو مزارع تعمل عائلته منذ ثلاثة اجيال في المنطقة "نجلس كالبط في انتظار ان يأتي احد ليقتلنا". واكد "نعتبر انفسنا مواطنين زيمبابويين لكننا بدأنا نطرح السؤال التالي: هل نحن اشخاص مرغوب فينا حقاً هنا؟". لكن كراوفورد اوضح ان المزارعين البيض لا ينوون مغادرة زيمبابوي. ويعتبر الرئيس موغابي ان المحتلين لا يقومون سوى باستعادة الاراضي التي سرقها المستعمرون. لكن المعارضة ترى ان المحاربين القدامى يستخدمون قوات ضاربة تابعة للسلطة لتخويف المعارضة قبل الانتخابات التشريعية المقرر اجراؤها مبدئياً في أيار مايو المقبل. واتهم موغابي المزارعين بدعم "حركة التغيير الديمقراطي"، الحزب الرئيسي في المعارضة الذي يحظى بدعم النقابات ويهدد الحكومة بالحاق الهزيمة بها في الانتخابات للمرة الاولى منذ الاستقلال في 1980. من جهة أخرى، ذكرت وزارة الخارجية البريطانية امس ان وفداً رسمياً من زيمبابوي سيزور لندن في 27 الجاري لمناقشة موضوع تمويل الاصلاح الزراعي المثير للجدل. وسيرأس هذا الوفد "الرفيع المستوى" سكرتير الدولة جون نكومو. وتتواجه بريطانيا ومستعمرتها السابقة على مسألة تمويل نزع ملكية المزارع التي يسيطر البيض على العدد الاكبر منها. ووافقت لندن على المشاركة في تمويل هذا الاصلاح شرط ان يفيد من ذلك المزارعون المعوزون وليس اصدقاء موغابي. ورحبت لندن بدعوة الامين العام للامم المتحدة موغابي الى نزع فتيل التوتر الناجم عن سياسة اعادة توزيع الاراضي. واوضح المتحدث باسم انان فريد ايكهارد ان الأمين العام وموغابي "بحثا مسألة الاصلاح الزراعي في زيمبابوي" خلال مكالمة هاتفية، مضيفاً ان انان "ألحّ على الرئيس اتخاذ التدابير الكفيلة بنزع فتيل التوتر". وكان موغابي اعتبر في خطاب القاه الاثنين في هراري حق ملكية الاراضي بمثابة "آخر الملفات المتعلقة بالاستعمار" مؤكداً ان حكومته "مصممة على حلّه نهائياً". ووصف المزارعين البيض ب"الأعداء" مشيراً إلى مسؤوليتهم في عرقلة مشروع الدستور المدعوم من الحكومة في شباط فبراير ويجيز للدولة مصادرة أراض يملكها البيض من دون دفع اي تعويضات.