عبر وزير الدفاع الفرنسي آلان ريشار أمس عن تخوفه من "ان لا يرى النظام السوري الذي يعتبر من بين أوراقه الاساسية هيمنته على لبنان مصلحة في أي حل سلمي يؤدي الى اعادة النظر في هذه الهيمنة، حتى لو كان هذا الحل يعيد له سيادته على أراضيه". وقال في حديث الى اذاعة "فرانس انتير" عقب الزيارة التي قام بها الاسبوع الماضي الى اسرائيل ان المسؤولين الاسرائيليين اكدوا له رغبتهم في وجود جنود فرنسيين ضمن قوة حفظ السلام في جنوبلبنان. وأضاف ريشار: "ينبغي علينا ان نختار بين مساوئ عدة، فإذا قررت فرنسا إرسال جنود من دون ان يكون هناك اتفاق بين الاطراف فذلك يعني ان وجود جنودنا سيكون في ظل أوضاع غير مستقرة وفي ظل مخاطر جدية من حولهم، اذا كانت مهمة القوة التابعة للامم المتحدة لا تسمح بالرد على العنف". وتابع ان لفرنسا حالياً مشاركة متواضعة في قوة حفظ السلام الدولية في جنوبلبنان، لكن مهمة هذه القوة تقضي بتعداد الضربات المختلفة. وأشار الى ان فرنسا لن تتخذ قرار المشاركة في قوة الاممالمتحدة بمفردها وانما بالتشاور مع المنظمة الدولية وأمينها العام كوفي انان، من أجل ايجاد حل ملائم للجميع. وقال ان من ضمن رغبات فرنسا الاساسية ان يتجه لبنان نحو استعادة سيادته كاملة، وان فرنسا ترحب بالانسحاب الاسرائيلي باعتباره من مصلحة السلام في المنطقة. لكنه أضاف انه ينبغي ان يكون هناك على الأقل بداية اتفاق بين الأطراف المتنازعة، لأن الانسحاب الاسرائيلي يعني عودة المسؤولية عن أمن الجنوباللبناني الى الدولة اللبنانية الضعيفة نسبياً والواقعة تحت سيطرة سورية. وتابع ان الجنوباللبناني محاذٍ لاسرائيل "وهناك مجموعات مسلحة ومجموعات معادية للسلام ولا تطلب سوى تزويدها بالسلاح للمضي في ممارسة أعمال عسكرية ضد اسرائيل عبر الحدود". ووصف ريشار النظام السوري بأنه منغلق على نفسه، وقال انه سمع من الاسرائيليين تساؤلات حول ما يريده الرئيس السوري حافظ الأسد. وختم ان لدى فرنسا اتصالات مع الأطراف المختلفة "التي ينبغي عليها جميعاً القيام بتضحيات بالنسبة لمصالحها المميزة".