قال وزير الداخلية الإسرائيلي شلومو بن عامي، الذي يزور باريس حالياً، إن التباين بين إسرائيل وسورية صغير إنما عميق، نظراً للبعد الشاسع بين مواقف الجانبين. وأضاف ان العلاقات الوثيقة مع الفلسطينيين ينبغي أن تساهم في إزالة الفجوة الموجودة بين موقف الطرفين، معتبراً أن حسن النية من شأنه أن يؤدي إلى اتفاق. وذكر بن عامي، الذي تحدث خلال مأدبة عشاء أقامها على شرفه وزير الداخلية الفرنسي جان - بيار شوفنمان، ان هذا ما أكده لنظيره الفرنسي الذي التقاه أول من أمس. وحضر المأدبة، التي أقامها شوفنمان، السفير الإسرائيلي الياهو بن اليسار وسفير مصر عميد السلك الديبلوماسي العربي علي ماهر السيد والمفوضة الفلسطينية ليلى شهيد وسفير المغرب حسن أبو يوب. وكان بن عامي، وهو عضو بارز في حزب العمل الإسرائيلي، وصل إلى باريس تلبية لدعوة وجهها إليه شوفنمان. وقال بن عامي في كلمته خلال العشاء إن غالبية الأعضاء في الحكومة الإسرائيلية يعتبرون ان المسألة الفلسطينية هي الأساس والمدخل للتوصل إلى مصالحة مع العالم العربي، وان هذا هو الهدف الاستراتيجي الذي ينبغي على إسرائيل العمل من أجله. وفي ما يتعلق بلبنان، رأى بن عامي ان لفرنسا دوراً فريداً تلعبه بالنسبة إلى هذا البلد، وأن الدور الفرنسي سيكون مفيداً جداً على صعيد حل المشكلة اللبنانية في ظل القرار الإسرائيلي الانسحاب من جنوبلبنان "والذي نفضل أن يتم في إطار اتفاق مع الأطراف الأخرى". وأضاف انه "إذا تعذر الاتفاق، فإن الانسحاب سيتم من جانب واحد، وان المجتمع الدولي والأمم المتحدةوفرنسا، التي تحظى بنفوذ تاريخي وثقافي وسياسي في المنطقة، بإمكانهم أن يسهلوا هذه الخطوة نحو السلام". وقال شوفنمان في كلمته إن فرنسا تتابع بدقة ما يجري بالنسبة إلى لبنان وسورية، وان هناك قراراً للأمم المتحدة ينبغي تنفيذه على أساس مبدأ الأرض مقابل السلام، معرباً عن قناعته بأنه سيجري التوصل إلى ذلك. وأضاف ان "فرنسا لا تلعب الدور الأساسي، إلا أنها أساسية في الحوار"، ورأى ان من حق إسرائيل المطالبة بحدود آمنة ومعترف بها، ولكن من حق الشعوب العربية، وفي طليعتها الشعب الفلسطيني، ان تحظى بحياة كريمة وبدولة ديموقراطية ومسالمة وقابلة للحياة. وقال بن عامي في حديث أدلى به إلى اذاعة "أوروبا واحد" الفرنسية إنه إذا جرى التوصل إلى أي نتيجة مع سورية، فإنه على ثقة من إمكان وقف بناء هذه المستوطنات. وأضاف ان هناك حياة يومية عادية للمستوطنين في هذه المنطقة، وهناك احتياجات معيشية لديهم، وهذا ليس عائقاً أمام التفاوض، إذ أن إسرائيل مستعدة للانسحاب من الجولان للتوصل إلى سلام مع سورية. وتابع ان زيارة رئيس الحكومة الإسرائيلي ايهود باراك إلى واشنطن تشكل محاولة وإصراراً على بحث كل الامكانات للتوصل إلى اتفاق مع سورية. وأضاف انه "إذا كان لا بد من ان ندفع ثمن هذا السلام بالانسحاب من الجولان، فينبغي علينا دفع هذا الثمن من أجل التوصل إلى سلام مع سورية". وعن السيادة على بحيرة طبريا، قال بن عامي إن هذا الأمر هو "موضوع الجدل اليوم. فما هي حدود الرابع من حزيران يونيو؟ وهل هناك حدود للرابع من حزيران أم أنها حدود وهمية؟ وحجتنا سهلة جداً، فإذا انسحبنا من الجولان لأنه ينبغي علينا عدم اعطاء شرعية لاحتلال عسكري في الجولان، فينبغي أيضاً ألا نعطي شرعية للاحتلال العسكري السوري عبر حدود الرابع من حزيران 1967، لأن هذه الحدود هي نتيجة احتلال عسكري سوري". وتابع: "إذا اردنا اعتماد مبدأ المعاملة بالمثل، فإننا ننسحب من الجولان وتكون حدود الرابع من حزيران غير شرعية". وعما إذا كان يعتقد بأن السلام لا يزال ممكناً في حياة الرئيس حافظ الأسد، قال: "إن هذا لا يزال ممكناً". وعلمت "الحياة" انه خلال اللقاء بين شوفنمان وبن عامي، سأل الأخير الوزير الفرنسي عن رأيه في ما ورد في مقال باتريك سيل في "الحياة" حول الحل المقترح لبحيرة طبريا، وما إذا كان هذا الحل يمثل وجهة نظر معينة.