لندن - "الحياة" أوردت صحيفة "ذي أوبزرفر" الأسبوعية البريطانية أمس ان تقريراً لجهاز الإستخبارات البريطاني ربط بين "أخطاء" ارتكبها هذا الجهاز وعملية قتل معارض ليبي بارز في لندن سنة 1995. ونُشر تقرير جهاز الإستخبارات على موقع أميركي في شبكة الإنترنت، لكن الحكومة البريطانية طلبت من الصحيفة عدم تحديد موقعه. ولاحظت الصحيفة ان التقرير المؤرّخ في الأول من كانون الأول ديسمبر 1995، يحمل عنوان "مصدر رفيع حسّاس بالغ السرية - يو كي آيز ألفا" الأمر الذي يعني انه تقرير سرّي جدّاً. ويشير فحوى التقرير الى محاولة "تغطية" قامت بها شرطة اسكتلنديارد وحكومة المحافظين السابقة التي قللت من إمكان تورط الحكومة الليبية في قتل المعارض الإسلامي علي ابو زيد في 26 تشرين الثاني نوفمبر 1995. وكان أبو زيد الذي يحمل الجنسية البريطانية تورط في محاولة إنقلاب فاشلة ضد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي شُنّت من تونس في الثمانينات. وذكرت "ذي أوبزرفر" ان تقرير الإستخبارات أُعد ووزّع في الأيام الأربعة التي تلت قتل أبو زيد. وهو يورد النشاطات التي كان رئيس البعثة الليبية في لندن السيد خليفة بازيليا يقوم بها منذ توليه مهمة رعاية مصالح بلاده في بريطانيا في 1993. وطردت لندن بازيليا في 1996 لقيامه بنشاطات "تتعارض" ووضعه الديبلوماسي. وهو حالياً سفير لبلاده في قبرص. وذكرت الصحيفة ان تقرير جهاز الإستخبارات يشير الى شكوك في إمكان تورط مسؤولين ليبيين في قتل أبو زيد، لكن لم يكن هناك أي دليل يؤكد ذلك. وقُتل أبو زيد في محله فجر يوم الأحد 26 تشرين الثاني 1995. وهو وُجد مضرجاً بدمه من جراء طعنة سكين في قلبه، إضافة الى طعنات شيش في وجهه. على صعيد آخر، إتهمت "الجماعة الإسلامية المقاتلة" الحكم الليبي بمحاولة "بث الفرقة والشقاق" في صفوفها. واعتبرت ان البيان الذي صدر باسم "حركة التصحيح" فيها والذي وجّه إنتقادات الى بعض قادتها إنما هو "محاولة فاشلة" من الحكم الليبي "للنيل من قيادات الجماعة ومجاهديها". وأكدت ثقتها ب"عجز النظام" عن المس بوحدتها. وكان بيان "حركة التصحيح" صدر يوم الجمعة وتضمن إنتقادات لبعض قادة "المقاتلة".