ينتظر الاميركيون، ومعهم المستثمرون في انحاء العالم صباح غد الاثنين بقلق، لمعرفة اذا ما كانت سوق الاسهم في وول ستريت، وبالتالي الأسواق العالمية، ستستمر في الانهيار كما حصل اول من امس الجمعة. فقد أدت حركة بيع الأسهم على مستوى كبير الى انخفاض حاد لمؤشر "ناسداك" الذي تغلب عليه اسهم التكنولوجيا، الذي انخفض نحو 10 في المئة، منهياً أسوأ اسبوع في تاريخه، سجل فيه خسارة نسبتها 25.5 في المئة. راجع ص11 ولم يقتصر الانهيار على "ناسداك"، إذ ان تراجع مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 5.76 في المئة، منهياً الاسبوع بانخفاض نسبته 7.3 في المئة، هي الأسوأ لهذا المؤشر منذ عام 1989. وقد ساهم تقرير وزارة العمل عن ارتفاع اسعار المستهلك بنسبة 0.7 في المئة في آذار مارس الماضي الى حد كبير في تسريع حركة البيع، وبالتالي الانخفاض الحاد لأسعار الأسهم الذي كان يتوقعه الى حد ما معظم المحللين الاقتصاديين. وقال محللون إن ما يحصل "نتيجة طبيعية" بعد الفورة في الاسعار التي شهدتها الاسواق المالية أخيراً. واضافوا ان وول ستريت تصحّح نفسها بعدما وصلت أسعار أسهم بعض شركات التكنولوجيا الى أسعار لا يعكس مستواها حجم وارباح هذه الشركات. ويعزز تقرير وزارة العمل التوقعات في الاوساط الاقتصادية بأن يرفع مجلس الاحتياط الفيديرالي البنك المركزي الاميركي مجدداً اسعار الفائدة في الأسابيع القليلة المقبلة، للتخفيف من سرعة نمو الاقتصاد وابقاء معدل التضخم تحت السيطرة. ويعمد مجلس الاحتياط دائماً الى رفع اسعار الفوائد لتخفيف سرعة الاقتراض من المصارف وخفض ارباح الشركات، ما ينعكس سلباً على شهية المواطن على الشراء، وبالتالي يساعد على تجنب التضخم. ولفت المحللون الى ان ارتفاع اسعار المستهلك يعود الى تحسن أسعار النفط، ما يشير الى ان هذا الارتفاع لن يستمر لأن اسعار النفط بدأت في التراجع. ويتوقع ان يترك الانخفاض الحاد لمؤشري "ناسداك" و"داو جونز" آثاراً سلبية على الشركات الصغيرة التي تسعى الى تمويل مخططات توسعها وطرح اسهمها في البورصة، ما سيؤدي بالتالي الى خسارة عدد كبير من الموظفين اعمالهم.