انتقد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "ما بدأ يصدر في الفترة الاخيرة من دعوات وافكار تطالب بانتقاص من سيادة الدول واعتماد التدخل في شؤونها تحت ذرائع وحجج شتى"، واعتبره "تعدياً سافراً وخرقاً خطيراً لمبادئ ميثاق الاممالمتحدة". وقال في كلمة وجهها الى قمة الجنوب لمجموعة ال77 المنعقدة في هافانا، والقاها مساعد وزير الخارجية السعودي الدكتور نزار عبيد مدني، ان هذا التدخل في شؤون الدول "سيحرف ظاهرة العولمة عن مسارها وعما كانت تتطلع اليه البلدان النامية". ودعا مجموعة ال77 الى "التركيز على جوانب التعاون المثمر بينها، وكذلك بين الشمال والجنوب واعطاء المزيد من اهتمامات المجموعة الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، باعتبار انه لا استقرار ولا أمن من دون تنمية شاملة، وهناك حاجة الى تبني المجتمع الدولي خطوات عاجلة وثابتة من اجل تسريع النمو والقضاء على الجوع والجهل والمرض والفقر، واقامة علاقات اقتصادية دولية ترتكز الى العدل والمساواة، وتقوم على المنافع المتبادلة وتعتمد على أسس من المسؤولية المشتركة بين الدول النامية والدول المتقدمة". وفي الكلمة التي بثتها من هافانا "وكالة الانباء السعودية"، دعا الملك فهد الدول المتقدمة الى "اتاحة المشاركة الفعالة لدول الجنوب في عملية صنع القرار الدولي والتعاون المشترك من أجل صون كرامة الانسان وتحقيق العدالة والمساواة بين بنى البشر"، وحض الدول المتقدمة على "فتح أسواقها أمام منتجات الدول النامية وانهاء نظام الحماية"، مشدداً على انه "لا بد من ايجاد صيغ وآليات مقبولة لتسهيل عملية نقل التكنولوجيا الفاحشة الغلاء الى الدول النامية وبشروط وتكلفة مقبولة للطرفين، والتعاون في وضع الحلول لمشكلة الديون وتهيئة الظروف الملائمة لانجاح منظمة التجارة الدولية كي تستكمل الرؤية المؤسسية للنظام الاقتصادي العالمي". وأكد الملك فهد تأييد بلاده "الكامل والقوي للمبادئ التى يقوم عليها النظام التجاري المتعدد الاطراف في اطار منظمة التجارة الدولية"، ولفت الى أن "الشكوك حيال عدالة النظام التجاري المتعدد الاطراف آخذة في التزايد، بخاصة في أوساط البلدان النامية". وزاد الملك فهد الذي تتفاوض بلاده للانظمام الى المنظمة: "ان عالمية منظمة التجارة يجب أن تتحقق في أسرع وقت لتقوية النظام التجاري المتعدد الأطراف، ولا بد من اتاحة المساعدة المناسبة للدول النامية الساعية الى الانضمام". وفي إشارة الى ترابط الاقتصاد بالسياسة قال الملك فهد:"ان بلداننا لا تزال تعاني المشاكل والازمات التي تقيد حركة التنمية فيها، وتعيق مسيرة التقدم والتطور للحاق بركب الحضارة العصرية، فلا يزال العراق يرفض التعاون مع الشرعية الدولية لانهاء الاوضاع التى ترتبت على غزوه واحتلاله الكويت في 1990، وبما يسمح برفع المعاناة عن شعب العراق الشقيق، والغاء العقوبات المفروضة عليه مع المحافظة التامة على سلامة العراق ووحدته الاقليمية. كما لا يزال الاحتلال الاسرائيلي يجثم على الاراضي العربية في فلسطين والجولان السوري وجنوب لبنان". واشار الى ان الدول العربية جنحت للسلام بينما "تعمل اسرائيل لاختلاق الازمات ووضع العقبات امام مسيرة السلام". وأكد ان "من واجب المجتمع الدولي ان يقف بكل حزم وجدية لالزام اسرائيل بالانصياع للارادة الدولية". وفيما شدد على اهتمام السعودية بجهود نزع السلاح لا سيما أسلحة الدمار الشامل أبدى قلقاً من "رفض اسرائيل الانضمام الى معاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية واخضاع برامجها النووية للرقابة الدولية".