يواصل وزير الخارجية الجزائري " مراد مدلسي " ، زيارته الرسمية لنيويورك حيث يشارك في أشغال الدورة ال62 للجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتوازي مع ذلك شارك الوزير الجزائري في جملة لقاءات منها الاجتماع الوزاري لمجموعة ال77 والصين . وأكد المسؤول الجزائري في هذا اللقاء الأخير في كلمة ألقاها أمام المشاركين أن ظاهرة العولمة ساهمت إلى حد بعيد في عملية تهميش الدول النامية. وقال مدلسي إن" لقاءنا يأتي في وقت يشهد تسارع واتساع ظاهرة العولمة التي أصبحت واقعا مريرا تعيشه دولنا " ، ولذا فالواجب اليوم أمام الدول المتضررة هو العمل الجاد وتوسيع التشاور لتجسيد الرؤية المتوازنة التي تحملها توجهات الدول النامية حول الوقائع الدولية . وذكر وزير خارجية الجزائر بأن هذه الرؤية قد ترجمت خلال قمة الألفية ومؤتمر مونتيري بالمكسيك حول عمليات تمويل التنمية وقمة جوهانسبورغ حول التنمية المستديمة وقمتي الجنوب المنعقدتين بهافانا (كوبا) والدوحة (قطر). وأضاف الوزير" أن اجتماعنا الذي يدعو إلى تنفيذ نتائج اللقاءات المذكورة، هو كذلك نقطة انطلاق لتحضيرالدورة ال12 لندوة الأممالمتحدة حول التجارة والتنمية "، مشيرا إلى أنه يأتي في وقت يتميز بتقدم المفاوضات التجارية متعددة الأطراف، لاسيما دوره الدوحة من أجل التنمية. وفي ذات السياق دعا مدلسي، إلى إدراج عمل مجموعة ال77 في الديناميكية الناجمة عن التحولات الدولية بغية التخفيف من آثارها السلبية على هذه المجموعة وعلى باقي الدول السائرة في طريق النمو، التي غالبا ما تجد نفسها مضطرة لإجراء تعديلات مطابقة لمعايير الدول المتقدمة، دون مراعاة لخصوصياتها الإقتصادية والثقافية والسياسية وواقعها الإجتماعي . واعتبر أنه وإن كانت العولمة قد استحدثت المزيد من الثروات والفرص على الصعيد العام، فإنها تحمل في الوقت ذاته عددا كبيرا من الاختلالات، التي كانت سببا في حالات عدم الاستقرار وكذا التوترات على أكثر من صعيد دولي وكذا داخل البلدان التي تواجه عموما تقهقرا اجتماعيا. وشدد الوزير على ضرورة تبني مسعى مشتركا يندرج في رؤية جديدة، تتمثل في تنفيذ الالتزامات والاتفاقات التي تم اعتمادها من طرف المجموعة الدولية وذلك لاستنصال جذور الفقر وضمان تنمية مستديمة لصالح الأجيال الحاضرة والمستقبلية. واعتبر مدلسي عمل مجموعة ال77، مجهودا ينبغي أن يندرج ضمن عملية السهر على ترقية التعاون وتكثيفه بين البلدان النامية، بشكل يشجع على مراجعة الآليات والسياسات التي ترتكز عليها التوجهات الإقتصادية السائدة . وأعرب في هذا الصدد، عن ارتياحه للمبادرات الأخيرة ومنها قمة البلدان العربية ودول أمريكا اللاتينية و كذا الشراكة الاستراتيجية الجديدة " آسيا إفريقيا " ، و القمة الصينية الإفريقية التي كما قال تدل على إرادة هذه البلدان في إعطاء التعاون جنوب جنوب واقعا جديدا. ودعا مدلسي نظراءه إلى العمل على ترقية تعاون دولي حقيقي أكثر عقلانية، بهدف الوقاية من تهميش وإقصاء البلدان النامية من عملية القرار العالمي.وقال في هذا السياق، أنه يمكن تحقيق ذلك من خلال معالجة واقعية للتحديات التي تفرضها التغيرات المناخية، ومسألة الديون الخارجية ووضع آليات مراقبة مواتية، من شأنها الوقاية من تكرر الأزمات المالية الدولية، وكذا وضع نظام تجاري متعدد الأطراف يكون أكثر شفافية ويتكفل حقا بمصالح البلدان النامية . وفي الأخير، وبعد أن حيا قرار الجمعية العامة القاضي بعقد مؤتمر دولي سنة 2008 بالعاصمة القطرية " الدوحة " ، لمتابعة تمويل التنمية وتقييم تطبيق ما تم الإجماع عليه في مؤتمر" منتيري " بجمهورية المكسيك ، أعرب مدلسي عن استعداد الجزائر لتقديم المساعدة اللازمة والكافية لإنجاح هذا المؤتمر وتعزيز مكانة مجموعة ال77 على الساحة الدولية. // انتهى // 1416 ت م