أحيا عشرات الآلاف من الشيعة العراقيين المقيمين في الأردن ذكرى "عاشوراء" اول من امس، وتدافعوا الى مرقد جعفر الطيار في مدينة الكرك الاردنيةجنوب، واطلقوا العنان لأصواتهم المجروحة وهي تصور غربتهم في قصائد كانت ترددها مواكب حسينية لم يألفها الأردنيون. لكن السلطات الأردنية راعت مشاعر الشيعة العراقيين ووفرت لهم اجواء آمنة لم يعكر صفوها شيء. وألقيت في جنبات المرقد خطب لمحت الى معاناة الشيعة العراقيين، وما ارتكبته السلطات العراقية بحقهم فمنعتهم من ممارسة شعائرهم، واختلطت صور غربة العراقيين وبحثهم عن أمكنة تحترم حقوقهم في التعبير والعقيدة، بصور من احداث كربلاء. واستعاد العراقيون ذكرى المرجع الشيعي محمد صادق الصدر الذي اغتيل في النجف العام الماضي. واختلطت أصوات عشرات الآلاف في نداءات تبتهل الى الله لتأمين عودة العراقيين الى وطنهم وأن "يوقع الجزاء العادل بمن تسبب في محنتهم وآلامهم وتشردهم". استنفار إلى ذلك، أكد عراقيون وصلوا إلى الاردن ان السلطات منعت اهالي بغداد والمحافظات المتاخمة لكربلاء من رحلة تستمر أكثر من يومين مشياً، كان البغداديون يقطعون فيها قرابة 100 كلم وأقل من نصف هذه المسافة من محافظة بابل الحلة و70 كلم من النجف. وأفادوا ان السلطات ألزمت باصات بنقل الزوار الى نقطة تبعد 5 كيلومترات عن كربلاء، ومنها يكملون السير الى المدينة، فيما كانت مدرعات قوات الحرس الجمهوري الخاص والأمن الخاص وقوات الطوارئ تنتشر في محيطها، وتولت ميليشيات "فدائيي صدام" نشر دوريات زودت عناصرها رشاشات ثقيلة وقذائف "ار بي جي"، وتوزعت قوات مسلحة عند مداخل الشوارع الرئيسية في كربلاء، وبكثافة عند الساحة الرئيسية المؤدية الى مرقدي الحسين واخيه العباس، والتي شهدت معارك ضارية مع الحرس الجمهوري خلال مواجهات 1991.