حمل "المؤتمر الشعبي العام" الحزب الحاكم في اليمن بعنف على أحزاب المعارضة، خصوصاً حليفه السابق "التجمع اليمني للاصلاح" الذي يتزعمه الشيخ عبدالله الأحمر، بشأن مواقفها من السماح لليهود الاسرائيليين بزيارات سياحية الى اليمن، واتهم "المؤتمر" حزب "التجمع" بتجاوز حدود الخطاب السياسي المتعارف عليه وتخطي النصوص القانونية التي تحرم تخوين الآخرين، واعتبر، في بيان صدر أول من أمس، بعد يومين فقط من عودة الرئيس علي عبدالله صالح من جولة له في كندا والولايات المتحدة وايطاليا، وعشية سفر الشيخ الأحمر الى الكويت، ان لغة التخوين والتكفير التي بدأ ينتهجها "الاصلاح" تعبير عن نوايا سيئة تجاه الديموقراطية، معتبراً أنها مؤشر خطير يمكن ان تترتب عليه مخاطر على المسار الديموقراطي وعلاقات الأحزاب ببعضها. وحذر "المؤتمر الشعبي" للمرة الأولى الأحزاب والتنظيمات السياسية من نوايا "التجمع" ودعاها للتنبه الى المخاطر المستقبلية، ما يشير الى أن "المؤتمر" ينوي الدخول في مواجهة مع حليفه السابق على خلفية الموقف المتشدد ل"التجمع" من سماح السلطات للسياح اليهود بزيارة اليمن بتأشيرات خاصة. وعلى رغم ان "المؤتمر" رد في بيانه على أحزاب المعارضة، لا سيما "مجلس التنسيق الأعلى" بزعامة الحزب الاشتراكي الا انه لوحظ ان "المؤتمر" ركز هجومه على "الاصلاح" أكثر من غيره، واكتفى بدعوة أحزاب المعارضة للالتزام بالثوابت والحفاظ على التجربة الديموقراطية، وعبر عن الأسف ل"المذهب" الذي ذهب اليه الاصلاح في بيانه ضد سياحة اليهود في اليمن، ووصفه بأنه احتوى على جملة من الأكاذيب، مجدداً التشديد على أن "المؤتمر الشعبي" يؤمن بالانفتاح ويرفض التعصب الأعمى والمغالاة والانغلاق، ويرفض منهج التخوين والتكفير، مؤكداً التزامه بالمواقف والقضايا العربية والاسلامية وعدم التطبيع مع اسرائيل إلا بعد تحقيق السلام العادل والشامل واعادة الحقوق العربية كاملة. ويرى مراقبون ان بيان "المؤتمر" شديد اللهجة باتجاه "الاصلاح" يعكس درجة الاحتقان في العلاقة بين الحزبين وحساسية المواقف التي يتخذها "الاصلاح" بالنسبة الى "المؤتمر الشعبي"، مما يشير الى احتمالات تعكر العلاقة بينهما مجدداً بعدما سادها الهدوء منذ نحو شهرين إثر لقاء مصالحة ومصارحة بين قادة "التجمع" والرئيس صالح بعد اتهام الحكومة و"المؤتمر" عناصر في "الاصلاح" بتنفيذ عمليات خطف اجانب. يذكر ان اللقاء انتهى الى ادانة كل التصريحات الصحافية الحكومية و"المؤتمرية" التي تمس الاصلاح واعتبارها تمس العلاقة الاستراتيجية بين الحزبين الحليفين.