استدعت النيابة العامة اليمنية الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح محمد عبد الله اليدومي للتحقيق معه بشأن رفضه طلبا من وزارة الداخلية السماح لها بتولي الإشراف على إجراءات الأمن أثناء انعقاد المؤتمر العام الثالث لحزبه حيث وقعت فيه آخر عمليات الاغتيال السياسي في اليمن وراح ضحيتها الأمين العام المساعد للحزب الاشتراكي جار الله عمر.. فيما بدأت النيابة أيضا التحقيق مع علي أحمد جار الله المتهم بتنفيذ العملية تمهيدا لتقديمه للمحاكمة في أقرب وقت ممكن. وأكد أحمد الصوفي الأمين العام للمعهد اليمني لتنمية الديمقراطية وأحد الذين حضروا استجواب المتهم بالجريمة في منزل رئيس حزب التجمع اليمني للإصلاح الشيخ عبد الله حسين الأحمر، إن المتهم كان واعيا تماما لما قام به كما اتضح في جلسة استجوابه.. مشيرا إلى أن المتهم لا ينتمي إلى أي تيار وأراد بعمله هذا حسبما أوضح الاحتجاج على التقارب بين حزب الإصلاح والحزب الاشتراكي رغم أنه لا ينتمي إلى الإصلاح، وأضاف ان منفذ عملية الاغتيال اعترف بانتمائه إلى أحد ألوية الجيش اليمني وأنه يتقاضى راتبا شهريا من القوات المسلحة. من جهتها، أكدت مصادر إعلامية يمنية أن المتهم كان مسجلا في جامعة الإيمان قبل أكثر من خمس سنوات وأنه انسحب منها كما أنه كان خطيبا إماما لأحد مساجد صنعاء لفترة وجيزة وأنه أعتقل مؤخرا لعدة أشهر بسبب خطبه المحرضة على العنف. وأوضحت التحقيقات الأولية مع الجاني غضبه من تحالف حزب الإصلاح مع من سماهم العلمانيين. ونقل مصدر عن المتهم أن الأخير يتهم جار الله بالدعوة إلى تعطيل أحكام الشريعة الإسلامية وإلغاء عقوبة الإعدام. المعارضة تندد في غضون ذلك أعلن تكتل (اللقاء المشترك) الذي يضم حزبي التجمع اليمني للإصلاح والحزب الاشتراكي اليمني وأحزاب معارضة يسارية وإسلامية أخرى إدانته لجريمة الاغتيال. ودعا التكتل في بيان له إلى التحقيق بشفافية مع المتهم، كما دعا اليمنيين إلى تجنب أي ردود فعل من شأنها المساس بالوحدة الوطنية للبلاد. وقد شجب الرئيس اليمني حادث الاغتيال واعتبره مسيئا لليمن ومتنافيا مع أخلاق وتقاليد شعبه وسماحة دينه الإسلامي الحنيف. واعتبر سالم صالح محمد الأمين العام المساعد السابق للحزب الاشتراكي اليمني والموجود في الإمارات العربية المتحدة أن الرصاصات التي أطلقت على جار الله عمر استهدفت الديمقراطية الناشئة في اليمن. وأعرب عن اعتقاده بأن الإرهاب والتطرف هما المسؤولان عن مثل تلك الأعمال التي وصفها بالمجنونة. شخصيات أخرى مستهدفة من ناحيتها، ذكر مسئولون في المعارضة اليمنية أن المسلح الذي اغتال جار الله عمر كان يخطط لاغتيال عدد من الشخصيات المشاركة في مؤتمر حزب التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة صنعاء.. وحددت من بينهم الأمين العام للتنظيم الشعبي الوحدوي الناصري عبد الملك المخلافي والأمين العام لحزب البعث القومي قاسم سلام. وكان مساعد الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني المعارض جار الله عمر قد اغتيل بإطلاق الرصاص عليه أثناء حضوره مؤتمر حزب التجمع اليمني للإصلاح بالعاصمة صنعاء ظهر السبت. واندفع الجاني نحو جار الله بعدما انتهى من إلقاء خطابه أمام المؤتمر وأطلق عليه عدة رصاصات أصابته إحداها في قلبه. وعقدت قيادة التجمع اجتماعا طارئا لبحث الاعتداء الذي أودى بحياة جار الله وأعلن استنكاره للعملية التي نفذها من وصفه بيان من الحزب بمجرم له سوابق أمنية إذ كان معتقلا مطلع هذا العام. وكان الجاني علي جار الله قد أطلق سراحه مؤخرا من السجن بعدما احتجز ستة أشهر. يشار إلى أن جار الله عمر واحد من بين مسؤولين في عدة أحزاب شاركوا في مؤتمر حزب التجمع اليمني للإصلاح. ويعتبر الحزب الاشتراكي أحد أبرز أحزاب المعارضة وكان يحكم جنوب اليمن قبل وحدة البلاد عام 1990. وليس للحزب أي نواب في البرلمان بسبب مقاطعته له. الشيخ عبد الله الأحمر عبد الملك مخلافي