بدت صنعاء هادئة عشية أول انتخابات رئاسية بالاقتراع العام المباشر. وإذ يستكمل الرئيس علي عبدالله صالح، مرشح "المؤتمر الشعبي العام" والتجمع اليمني للاصلاح، ومنافسه الوحيد الذي ينتمي الى "المؤتمر" نجيب قحطان الشعبي حملاتهما الانتخابية اليوم في صنعاء، اكملت قوات الأمن والشرطة العسكرية والجيش استعداداتها لضمان الأمن يوم الاقتراع، بعد غد الخميس، وسيّرت الشرطة العسكرية دوريات في العاصمة. وسيتوجه الى صناديق الاقتراع 5 ملايين ونصف مليون ناخب، مبدئياً، بعدما تمسكت أحزاب معارضة في مقدمها الحزب الاشتراكي بدعوتها المواطنين الى المقاطعة، معتبرة ان المنافسة الحقيقية غائبة ما دام المرشح الأول، رأس الحكم، ومنافسه المستقل المتهم بعدم الاستقلالية، من حزب واحد. ووسط ترجيحات بفوز أكيد سيحققه الرئيس علي صالح، تعتقد أوساط ان الانتخابات في ظل المقاطعة لن تكون اختباراً لشعبيته بمقدار ما ستكون اختباراً لشعبية المعارضة ذاتها، من خلال مقياس استجابة الناخبين دعوتها الى الامتناع عن التصويت. في العاصمة "تكتسح" الجدران وأبواب المحلات والمباني ملصقات انتخابية للرئيس، فيما تغيب ملصقات منافسه نجيب، أو بالكاد تظهر في أماكن قليلة. ويقول يمنيون ان قاعدة شعبية نجيب قحطان الشعبي تنحصر أساساً في بعض محافظاتالجنوب. وكانت التعديلات الدستورية التي أقرت عام 1995 نصت على الاقتراع العام المباشر لاختيار الرئيس، وفي حال فوز علي صالح في اقتراع الخميس بولاية مدتها خمس سنوات، سيمكنه الترشح أيضاً لولاية ثانية "دستورية"، وهو ينهي الآن مرحلة اعتبرت انتقالية بعد حرب 1994. وبدا أن رئيس مجلس النواب رئيس التجمع اليمني للاصلاح الشيخ عبدالله الأحمر كان في مقدم المقترعين، عشية الانتخابات، داعياً المواطنين الى التصويت ل"مرشح الاجماع الوطني" علي صالح. وحمل على "فلول الردة والانفصال"، معتبراً أن انتخاب الرئيس ضرورة من أجل استكمال "خطة الاصلاح القضائي وتصحيح الاختلالات الاقتصادية والأمنية، وتطهير مؤسسات الدولة من المفسدين". حملة على المقاطعين وأمس جدّد الرئيس اليمني حملته على مقاطعي الانتخابات، قائلاً: "فليشربوا ماء البحر، ومن لم يؤمنوا بالديموقراطية فليموتوا بغيظهم". وشدّد على أن برنامجه الانتخابي "ليس للتنكيل"، في اشارة الى المعارضة. وأشار الى أن برنامجه هو برنامج "أحزاب التحالف الوطني" المؤتمر الشعبي وتجمع الاصلاح وأحزاب "المجلس الوطني للمعارضة"، وأن فيه "الأمن والاستقرار والسلام" وهو ليس "برنامجاً تآمرياً أو للتنكيل أو الاضرار بالآخرين وانما لاستكمال البناء الشامل". ووصف صالح في خطاب أمام مئتي ألف من مؤيديه في مهرجانه الانتخابي السادس الذي يحضره بنفسه في محافظة ذمار 100 كيلومتر جنوبصنعاء أحزاب مجلس التنسيق الأعلى للمعارضة بأنها "أحزاب مجلس المقاطعة". وقال ان الجماهير التي تحضر مهرجاناته خرجت تعبر عن إرادتها "بعيداً عن وسائل الضغط والارهاب... وأنا أدعو جميع أبناء الشعب الى انتخاب من يريدون من دون تردد أو خوف". وشدد على أن أحزاب المعارضة المقاطعة للانتخابات تمارس "تاريخ التآمر على الآخرين والتغني بالحرية والديموقراطية وهم بعيدون عنها. ان أيامنا كلها أعراس وطنية ومن لم يؤمنوا بالديموقراطية فليموتوا بغيظهم وليشربوا ماء البحر". دعوة الى اصلاحات الى ذلك دعا حزب التنظيم الوحدوي الناصري المعارض الذي يتزعمه السيد عبدالملك المخلافي الى اصلاحات سياسية ودستورية شاملة لإزالة ما وصفه بيان للجنته المركزية أمس ب"معوقات التطور الديموقراطي" وتوفير الشروط اللازمة "لحل الأزمة الوطنية المزمنة المتمثلة في السيطرة واحتكار السلطة والثروة وتحقيق المصالحة الوطنية الشاملة". وعشية الانتخابات أعلنت 6 أحزاب مغمورة في اليمن تشكيل جبهة معارضة باسم "التجمع الوطني لقوى المعارضة" برئاسة الأمين العام ل"التنظيم السبتمبري الديموقراطي" السيد أحمد قرحش ضابط سابق والذي كان حزبه حليفاً ل"المؤتمر". وتلك الأحزاب هي: حزب الشعب الديموقراطي، حزب العمل، التنظيم السبتمبري الديموقراطي، حزب التحالف الوطني الديموقراطي، الحزب الوطني والحزب الثوري. وأكد بيان التكتل الجديد انه يهدف الى "ترسيخ الفعل الديموقراطي وتبني القضايا الوطنية المتصلة بالجماهير"، مشيراً الى أن التكتل ليس موجهاً ضد أحد.