أوضح وزير الداخلية الاسرائيلي ناتان شارانسكي ان الغرض من زيارته لإثيوبيا هو متابعة أوضاع الفلاشا الاثيوبيين الذين يحتفظون بجذورهم اليهودية ويرغبون في الهجرة الى اسرائيل وفقاً للقانون الاسرائيلي الذي يمنح الجنسية الاسرائيلية لكل من يثبت أنه من أصول يهودية. وقال شارانسكي في تصريح خاص ل"الحياة" ان حكومته حريصة على ترحيل الفلاشا من اثيوبيا الذين يقدر عددهم بأكثر من عشرين ألفاً، يوجد 10 آلاف منهم في ضواحي العاصمة اديس ابابا، بينما يوجد الباقون في مدينة غوندار شمال البلاد. وأوضح ان بعض الخبراء الاسرائيليين يشككون في صدق بعض من يدعون أنهم من جذور يهودية ليتمكنوا من الرحيل الى اسرائيل، مشيراً الى ان رغبة الاثيوبيين في الرحيل الى أي مكان سعياً وراء حياة أفضل "ضاعف أعداد من يدعون انهم من أصول يهودية". وقال: "نحن نرغب في مساعدة الفلاشا ونريد لهم حياة أفضل في وطنهم، ولكن علينا ان نتحقق من أصولهم بوسائل مختلفة، وهذا بالطبع سيأخذ بعض الوقت، ولكنني شخصياً مهتم بهذا الموضوع وسأبذل كل جهدي مع الخبراء المختصين لمساعدتهم وترحيلهم في أقرب فرصة ممكنة بعد التأكد من حقيقة أصولهم اليهودية". واكد شارانسكي ان لا وجود لأي اتفاق بين حكومته والحكومة الاثيوبية في ما يخص ترحيل الفلاشا نافياً الانباء التي ترد من وقت لأخر بأن اثيوبيا تسمح بمغادرة الاثيوبيين في مقابل الحصول على أسلحة أو تدريب عسكري من الحكومة الاسرائيلية. وأوضح ان اثيوبيا ليس لديها أي مانع في ترحيل الفلاشا اذا ثبت أنهم من أصول يهودية ولا ترغب في رحيل كل من يدعي انه يهودي من دون التحقيق في أمره. وقال ان "اثيوبيا تتعامل معنا بشكل عادي وطبيعي في تيسير أمورنا في ما يخص ترحيل الفلاشا ومراعاة مصالحهم الى حين عودتهم الى وطنهم"، مشيراً الى العلاقات المميزة بين حكومته واثيوبيا والتعاون الاقتصادي والاستثماري والديبلوماسي بين البلدين. وعن العنصرية الموجودة في اسرائيل في التعامل مع الفلاشا الاثيوبيين، قال شارانسكي "ان اسرائيل تواجه مشكلة كبيرة مع اليهود الذين يعودون من الدول الافريقية عامة وليس فقط من اثيوبيا، وذلك بسبب الفارق الملحوظ بين المواطنين الاسرائيليين واولئك الذين يعودون من الدول الافريقية - في مستوى اتقان اللغة وفي التعاملات اليومية"، مشيراً الى ان الحكومة الاسرائيلية "تبذل جهد كبير في تعليمهم وتوعيتهم ليتمكنوا من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي في اسرائيل". وأشار الى ان الحكومة الاسرائيلية قامت بترحيل 4000 من الفلاشا الاثيوبيين في عام 1998، وكانت تلك آخر مجموعة من الفلاشا يتم ترحيلها من اثيوبيا. والتقى الوزير الاسرائيلي مساء أمس لبضع ساعات نحو عشرة آلاف من الفلاشا الاثيوبيين في مقرهم في أديس ابابا قرب السفارة الاسرائيلية حيث استقبل بحفاوة كبيرة من قبل الفلاشا. وعبر الوزير عن سعادته بلقائهم وعن اهتمامه الخاص واهتمام اسرائيل ب"عودتهم" اليها و"عودة جميع اليهود" من كافة الدول. وقال ان حكومته ستبذل جهداً كبيراً في التحقق من هويتهم ليتمكنوا من الرحيل الى اسرائيل في أقرب فرصة. وغادر شارانسكي والوفد المرافق له أديس أبابا أمس بعد زيارة استغرقت ثلاثة أيام. وعلمت "الحياة" من مصدر ديبلوماسي غربي مطلع أن الوزير التقى مسؤولين في وزارة العدل وفي إدارة الهجرة والجوازات وان محادثاتهم تركزت على الترتيبات والتسهيلات التي يمكن أن يحصل عليها الفلاشا الاثيوبيون حين مغادرتهم الى اسرائيل.