استخدمت القوات الدولية المصفحات والدبابات في فرض طوق امني حول مدينة ميتروفيتسا. وشنت حملة تفتيش واعتقالات واسعة هناك، في اعقاب الاحداث الدامية التي شهدتها المدينة اول من امس واصيب خلالها اكثر من 40 شخصاً بجروح مختلفة. وفي غضون ذلك، اتهمت بلغراد مسؤول الادارة المدنية الدولية في الاقليم برنار كوشنير بالعمل على فصل كوسوفو عن صربيا ويوغوسلافيا "واقامة دولة عرقية للألبان فيها" من خلال "ممارساته" المتواصلة والتي "جسدها" اقتراحه الاخير باعداد دستور خاص لكوسوفو. وأكد قائد الوحدات الفرنسية الجنرال بيير دي ساكي امس، التقارير التي حمّلت عناصر البانية مسؤولية العنف الذي وقع اول من امس في ميتروفيتسا. وقال في تصريح ان "الاحداث بدأت عندما اطلق الباني النار من بندقية قنص على حشد من الصرب واصاب احدهم، كما ان اشخاصاً ألبان القوا ثلاث قنابل يدوية على الجنود الفرنسيين". واشار الناطق باسم القوات الدولية الكولونيل باتريك تشانليو الى ان العنف الاخير في ميتروفيتسا الحق اصابات بما لا يقل عن 18 جندياً وشرطياً دولياً و21 صربياً و5 ألبان، اضافة الى تعرض مدرسة في الشطر الشمالي الى هجوم بالصواريخ. واضاف انه تم اعتقال اربعة البان، كما واصلت قوات حفظ السلام فرض حظر التجول خلال الليل. وكان القائد الاعلى لقوات حلف شمال الاطلسي في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك تفقد ميتروفيتسا الثلثاء، وطلب من زعماء السكان الصرب والالبان توجيه دعوة الى الهدوء. والتقى الجنرال كلارك كلاً من زعيمي سكان المدينة: الصربي اوليفر ايفانوفيتش والالباني بيرام رجبي، كلاً على حدة في مركز قوات حفظ السلام في ميتروفيتسا. وذكر الناطق باسم القوات الدولية في بريشتينا فيليب ايندو ان كلارك طلب منهما "الدعوة الى تصرف مسؤول واستمع اليهما، كما استمعا اليه". واضاف ان القائد الاطلسي اكد على ضرورة احترام حق التنقل على ضفتي نهر ايبار الذي يفصل المدينة الى شطرين متنافسين. وفي موسكو، اعرب وزير الخارجية الروسي ايغور ايفانوف عن قلقه في شأن التوتر المتزايد في كوسوفو. ودعا الى اتخاذ "اجراءات صارمة" ضد الانفصاليين والمتطرفين، ووجه نداء الى الاعضاء الآخرين في مجلس الأمن لوقف مسلسل اعمال العنف. وقال بعد محادثات مع مبعوث الاممالمتحدة لمنطقة البلقان كارل بيلت: "للأسف، لاحظنا على مدى الاشهر الثمانية الماضية عملية لاجبار من هم غير ألبان على مغادرة كوسوفو". واضاف: "ونرى ان الموقف في كوسوفو متفجر ومن الضروري اتخاذ اجراءات وقائية لمنع وقوع مزيد من الاشتباكات". ومن جهة اخرى، ذكرت صحيفة "كوخاديتورا" الالبانية الصادرة في بريشتينا ان الفتى الالباني فاتون هايريزي 15 عاماً المتهم بقتل الجندي الروسي في بلدة سربتسا جنوب ميتروفيتسا، استطاع الهرب من غفر الشرطة الدولية حيث كان معتقلاً. ولم تتمكن القوات الدولية من العثور عليه حتى الآن.