} اتهمت بلغراد القوات الأميركية الموجودة في كوسوفو بتدريب "الارهابيين" من الألبان، فيما اتجه الوضع القائم على التقسيم العرقي في ميتروفيتسا نحو الترسخ كأمر واقع. اذاعت وكالة أنباء "تانيوغ" الصربية شبه الرسمية تقريراً أمس، في شأن حصول "الارهابيين الألبان الذين يسعون لتحقيق أحلامهم في ألبانيا الكبرى" على تدريبات خاصة من خبراء في قاعدة "بوندستيل" الأميركية القريبة من أوروشيفاتس، تتركز على "إثارة المواجهات وارغام الصرب على النزوح من كوسميت التسمية الصربية الرسمية للاقليم، تنفيذاً للمصالح الأميركية والألبانية". وحسب الوكالة الصربية، فإن المرشحين لتنفيذ العمليات الارهابية، يدخلون القاعدة الأميركية بصفة عمال في شركة "براون اند روت"، ولكنهم "يتلقون هناك تدريبات على وسائل القضاء على الحياة". وقالت إن هؤلاء ينتمون إلى ألبان كوسوفو والبانيا ومقدونيا. ورأت الوكالة أن المعلومات التي تسربت من هذه المعسكرات "أثارت الذعر والقلق لدى السكان غير الألبان، إضافة إلى الألبان الذين يمقتون الارهاب". وأشارت إلى "ثبوت ارتباط هذه التدريبات بالحوادث الأخيرة في جنوب صربيا التي تعكس الاطماع التوسعية للأميركيين في منطقة البلقان". من جهة أخرى، أفاد ديبلوماسيون وجنود ومراقبون ان الانقسامات العرقية والسياسات الدولية اجتمعت لترسيخ الوضع القائم الذي يتسم بالعنف في مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو. وأفاد باتون هاخيو، رئيس تحرير صحيفة "كوخاديتوري" الألبانية اليومية التي تصدر في بريشتينا، ان "ميتروفيتسا وتناقضاتها تجسد بذور الصراع المقبل في كوسوفو". وأوضح ان "الصراعات السياسية الداخلية العميقة في المجتمع الدولي، ظاهرة جلية في ميتروفيتسا، وتلك الصراعات تدعم في غياب أي رؤية دولية متناسقة لكوسوفو، المتطرفين في الجانبين". ورأى أن مفهوم كوسوفو المتعدد العرقيات التي يقتسمها الألبان والصرب لا يعدو كونه "مراوغة" علماً أنه المفهوم الذي شن حلف شمال الأطلسي من أجله غاراته التي استمرت 78 يوماً ضد يوغوسلافيا العام الماضي. وتشكل ميتروفيتسا المركز الوحيد في كوسوفو الذي لا تزال تعيش فيه أعداد كبيرة من الألبان والصرب، لكن ذلك جاء، حسب هاخيو، "على حساب انقسامات مريرة في المدينة". ومعلوم ان الاسلاك الشائكة والعربات المدرعة وجنود حفظ السلام الذين يرتدون "السترات" الواقية من الرصاص، عوامل تحد من حرية الانتقال بين طرفي الجسور الممتدة على نهر ايبار الذي يقسم على أساس عرقي، ثالث أكبر مدينة في اقليم كوسوفو. وعلى رغم الوجود الأمني الدولي الحاشد في شطري المدينة، الجنوبي الألباني والشمالي الصربي، فإن الجرائم العرقية وأعمال العنف مستمرة. ولا يعتقد كثيرون أنه يمكن تكريس الوضع القائم في ميتروفيتسا من دون حوادث، إذ يتطلع الصرب إلى بلغراد للحماية وطلب التعليمات، في حين يحلم الألبان بالاستقلال. وتساءل ديبلوماسيون غربيون هل ان ما يصفه البعض بالسلبية الفرنسية في ميتروفيتسا، هو نتيجة لاستراتيجية من باريس أم أنه قرار تكتيكي لقائد قواتها الموجود على الأرض؟ وينسب إلى الفرنسيين ان ميتروفيتسا هي المكان الوحيد الذي لا يزال فيه صرب، وان المحافظة على الوضع القائم في المدينة، ولو كان غير مرض، قد يكون الثمن لمنح الصرب فرصة للاستمرار في كوسوفو.