هبطت اسعار النفط الى ما دون حاجز 25 دولاراً للبرميل بعد ظهر أمس في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ساعات من توصل تسع دول من منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك الى اتفاق لزيادة الانتاج بمقدار 1.45 مليون برميل يومياً. وسجل سعر خام برنت القياسي للعقود الآجلة تسليم أيار مايو 24.35 دولاراً للبرميل بخسارة 1.16 دولاراً من سعر الاقفال في اواخر التعامل أول من أمس. وفي ختام مؤتمر استمر يومين ومحادثات غير رسمية قررت تسع من الدول ال11 اعضاء "أوبك" اعادة سقف انتاجها اعتباراً من الشهر المقبل الى ما كان عليه قبل اتفاق خفض الانتاج بمقدار 7،1 مليون برميل يومياً الذي اعتمد في آذارمارس الماضي وسمح بلجم تدهور الاسعار. ورفضت ايران ثاني اكبر منتج للنفط داخل "أوبك" عدم المشاركة في اتفاق رفع الانتاج. ويشار الى ان الدولة ال11 هي العراق الذي ينتج النفط بموجب اتفاق خاص مع الاممالمتحدة ولا يخضع لحصص انتاج "أوبك". واصبح سقف انتاج الدول التسع الموقعة للاتفاق اعتباراً من الاول من نيسان ابريل المقبل 069،21 مليون برميل يومياً، أي بزيادة 452،1 مليون برميل موزعة على تسع دول. وأعلنت "أوبك" أمس ان المنظمة ستعقد مؤتمراً استثنائياً في 21 حزيران يونيو المقبل في فيينا من اجل إعادة درس وضع السوق النفطية. وعلى رغم ان ايران رفضت المشاركة في الاتفاق، الذي توصل اليه وزراء "أوبك" في الساعات الاولى من أمس، إلا أنها اعلنت انها سترفع انتاجها على أي حال. ونقلت اذاعة طهران عن وزير النفط الايراني بيجان نمدار زانغانة أمس ان ايران ستزيد انتاجها النفطي اعتباراً من الاول من نيسان المقبل بما يتلاءم مع مصالحها. وقال حسين كاظم بور اردبيلي مندوب ايران الدائم في "أوبك" للصحافيين في فيينا ان انسحاب ايران الرسمي من اتفاق زيادة الانتاج لا يعني التضحية بنصيبها في السوق. وأضاف "اننا بالتأكيد سنطبق الحد الادنى من الزيادة التي كان يمكن ان تخصص لنا. وسنبحث موقفنا من زيادة الانتاج عن هذا المستوى". ولم يكشف بيجان زانقانة وزير النفط الايراني حجم زيادة الانتاج التي تنوي ايران تطبيقها، غير انه اكد للاسواق ان بلاده لن تنتج بكامل طاقتها. وحصة ايران بمقتضى اتفاق "أوبك" امس كانت ستبلغ 623،3 مليون برميل يومياً، بزيادة 265 الف برميل يومياً وتراوح تقديرات الطاقة الانتاجية القصوى لإيران ما بين 7،3 مليون واربعة ملايين برميل يومياً. وقال وزير النفط السعودي علي النعيمي ان اتفاق تسع دول على زيادة الانتاج بعيداً عن ايران التي تحفظت على القرار وامتنعت عن المشاركة فيه اتخذ بقناعة تامة بعد يومين من المداولات واستعراض ومناقشة المعلومات كافة الخاصة بالدول التسع بعيداً عن المؤثرات الاخرى. واضاف النعيمي في مؤتمر عقده قبل مغادرته فيينا الى السعودية ان الاتفاق على رفع الانتاج اتخذ للموازنة بين الطلب والعرض بعد التأكد من حقيقة الموقف في مساع جادة نحو عودة الاستقرار لسوق النفط. ووصف الاتفاق بين الدول التسع بانه "مرن"، مشيراً الى ان اجتماع حزيران سيتيح للوزراء اعادة تقويم الموقف والتعامل معه في حينه. وأعلن الرئيس بيل كلينتون في بيان ان القرار يشكل "تطوراً ايجابياً" وسيتيح "الحفاظ على التنمية الاقتصادية العالمية وتأمين توازن افضل بين العرض والطلب في مجال النفط" ويفترض ان يؤدي الى تراجع الاسعار. واشاد وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون بقرار "أوبك" زيادة انتاجها باعتباره "نبأً طيباً للجميع". وتوقع ان تنخفض اسعار البنزين في غضون ستة اسابيع بعد ارتفاعها الى مستويات قياسية خلال الاشهر القليلة الماضية0 وصرح الامين العام للمنظمة ريلوانو لقمان ان "أوبك ما زالت متحدة وايران تبقى عضواً كامل العضوية"، في محاولة لتغطية الخلافات. وذكر لقمان انها ليست المرة الاولى التي تقرر فيها دولة او اكثر من دولة عدم التزام اتفاق او تبدي فيه تحفظات على اتفاق، موضحاً ان "أوبك" قد "واجهت خلال اربعين عاماً من وجودها تحديات كبيرة لكننا نبقى مجموعة واحدة". واوضح لقمان ان دولاً عدة مصدرة للنفط غير اعضاء في المنظمة شاركت في الاجتماع سلطنة عمان والمكسيك وانغولا وروسيا ستستمر في التعاون مع "أوبك". واضاف ان "بعض هذه الدول سيطرح في الاسواق ما كان قد خفضه في آذار مارس" الماضي في اطار اتفاق بين الدول الاعضاء وغير الاعضاء في "أوبك" في شأن خفض الانتاج. وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ان بلاده ستمضي قدماً في زيادات ضخمة في انتاجها النفطي على رغم ان الانتاج المرتفع يلحق اضراراً بآبار النفط على المدى القصير والمتوسط. وطلب رشيد من "أوبك" ان تعطي بلاده حصة انتاجية قدرها 4،3 مليون برميل في اليوم ابتداء من ايلول سبتمبر المقبل. وقال انه يأمل في ان يكون بمقدور العراق انتاج تلك الكمية بحلول أيلول او تشرين الاول اكتوبر وانتاج 5،3 مليون برميل بحلول نهاية السنة الجارية. وينتج العراق حاليا نحو 2.4 مليون برميل يومياً.