عقدت بعد ظهر امس الاثنين اللجنة الوزارية لمراقبة السوق التابعة لپ"اوبك" اجتماعاً في مقر المنظمة في فيينا برئاسة وزير النفط الايراني بيجان زنغنه وحضور اعضاء اللجنة، وزير النفط الكويتي عيسى المزيدي ووزير البترول النيجيري شيف ايتريتي، بالاضافة الى وزير النفط الاندونيسي أيدا سوجادا بصفته الرئيس الحالي للمؤتمر، وممثل الجزائر عمار زغبيب الذي يمثل بلاده في مجلس محافظي "اوبك" والأمين العام للمنظمة رلوانو لقمان. ويذكر ان الجزائر ليست عضواً في اللجنة الوزارية وحضر الممثل الجزائري اجتماعها كمراقب. وكان وزيرا اندونيسيا وإيران وصلا صباح امس الى فيينا، فيما وصل المزيدي وايتريتي الى العاصمة النمسوية مساء الأحد. وامتنع الوزراء عن الادلاء بأي تصريح قبل الاجتماع حرصاً على عدم التأثير على اتجاه السوق، باستثناء الوزير الاندونيسي الذي قال فور وصوله "اننا نحاول درس العوامل التي دفعت الاسعار الى الانخفاض وسنحاول ايجاد الحلول لذلك". وأشار الى انه لا يرى ان هناك تجاوزات في انتاج دول "اوبك"، مؤكداً ان السقف الانتاجي للمنظمة المتفق عليه "ليس مرتفعاً". وكانت السوق النفطية شهدت تحسناً طفيفاً صباح امس وبلغ سعر برميل البرنت مستوى 14.90 دولار، اي بارتفاع 16 سنتاً عن مستوى يوم الجمعة. ثم شهدت الاسعار في السوق الاميركية بعد الظهر ارتفاعاً بواقع 33 سنتاً نتيجة الانباء عن احتمال توجيه ضربة للعراق. ولم يكن متوقعاً ان يسفر اجتماع امس عن أي قرار بالنسبة لعقد اجتماع طارئ للمنظمة، اذ انه ليس من صلاحيات هذه اللجنة ان تدعو اليه. وتشمل صلاحياتها تقديم المقترحات وليس اتخاذ القرارات، ليحملها رئيس المنظمة الى الاعضاء. كما وان عدداً من الدول الاساسية في "اوبك" غائب عن الاجتماع وفي طليعتها السعودية والعراق وليبيا وقطر وفنزويلا والامارات ودول اخرى. وقالت مصادر مطلعة على الصناعة النفطية لپ"الحياة" انه على رغم ان أرقام الانتاج للمنظمة لشهر كانون الثاني يناير لم تنشر بعد، الا ان تجار النفط والمتعاملين في السوق العالمية يقدرون انتاج "اوبك" في كانون الثاني حتى امس بما يراوح بين 28.3 مليون برميل يومياً و28.5 مليون برميل. وتأتي اكبر التجاوزات من فنزويلا ونيجيريا وقطر وتبلغ نحو مليون برميل يومياً فوق السقف الانتاجي للمنظمة الذي تم الاتفاق عليه في تشرين الثاني نوفمبر الماضي في جاكرتا. وكان وزير النفط السعودي علي النعيمي اكد في اكثر من مناسبة انه لو التزمت دول "اوبك" حصصها الانتاجية لكان سعر النفط شهد تحسناً اكيداً. ويشار الى ان احد مسؤولي الشركة الفنزويلية للنفط اعترف بأن انتاج بلاده بلغ 3.6 مليون برميل يومياً. وهذا اعتراف رسمي بأن فنزويلا تجاوزت حصتها الانتاجية المتفق عليها في جاكرتا، وتبلغ 2.583 مليون برميل. على صعيد آخر، قالت مجلة "ميس" في عددها الصادر امس ان الكميات الاضافية للنفط العراقي التي سيقترحها الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان في الأيام المقبلة، في اطار توسيع خطة القرار 986 "النفط مقابل الغذاء"، ستكون في مرحلتين: الأولى تبدأ مطلع آذار مارس المقبل مع بداية المرحلة الثانية للخطة الحالية للقرار 986 والقائمة على ستة اشهر. وتبدأ المرحلة الثانية في 3 حزيران يونيو المقبل. وذكرت "ميس" ان الزيادة في آذار لن تتجاوز 50 في المئة من مستوى مبيعات النفط العراقي الحالية، اي ان السقف الحالي للقرار 986 سيرفع الى نحو 3 بلايين دولار كل ستة اشهر بدلاً من بليوني دولار. ويعني ذلك حسب "ميس" انه على اساس معدل السعر الحالي للنفط العراقي وهو 13 دولاراً للبرميل، ستكون حصة بغداد من المبيعات النفطية نحو 1.368 مليون برميل يومياً للتوصل الى 3 بلايين دولار وتسديد المدفوعات لتركيا لحق مرورها في الخط التركي.