تسلّمت شرطة سكتلنديارد ملفاً قدّمه العميل السابق في جهاز الاستخبارات البريطانية ديفيد شايلر، ضمّنه ما وُصف ب "أدلة" على ضلوع بلاده في مؤامرة لاغتيال الزعيم الليبي العقيد معمّر القذافي عام 1996. وقدّمت صديقة شايلر آن ماتشون، وهي عميلة سابقة أيضاً لجهاز "أم آي 5" الاستخبارات الداخلية، ملفاً الى "الفرع الخاص" في سكتلنديارد الاثنين تضمن معلوماته عن مؤامرة اغتيال القذافي التي تبنتها جماعة إسلامية يُزعم انها كانت تُنسّق مع ضباط في جهاز الاستخبارات البريطاني الخارجي أم. آي. 6". ويقول شايلر ان مدنيين راحوا ضحية المحاولة بعدما أخطأ المهاجمون سيارة الزعيم الليبي وفجّروا سيارة أخرى. وهو يزعم ان بلاده دفعت مئة الف جنيه استرليني نحو 160 الف دولار لتمويل العملية. ونفى وزير الخارجية البريطاني روبن كوك مزاعم شايلر، كذلك نفى سلفه مالكولم ريفكيند ان يكون أعطى "أم آي 6" المرتبطة بوزارة الخارجية إذناً بالضلوع بمحاولة قتل القذافي. ولا يمكن الاستخبارات البريطانية ان تتورط بمحاولة بحجم محاولة قتل زعيم أجنبي اذا لم تأخذ إذناً من وزير الخارجية. لكن تقريراً سرياً ظهر على موقع أميركي في شبكة الإنترنت الشهر الماضي تضمن معلومات بالغة الدقة عن تفاصيل الدور البريطاني في محاولة إغتيال القذافي. ولم تنف الحكومة أو تؤكد صحة هذا التقرير، وهو يحمل إشارة "سي. أكس" التي ترد في التقارير البالغة السرية المقدّمة من الاستخبارات الى نُخبة من المسؤولين في الحكومة. وقدّمت ماتشون التي كانت تعيش مع شايلر في باريس، ملفاً يتضمن "أدلة" على تورط عميلين لجهاز "أم آي 6" ب"المؤامرة"، الى مقر قيادة سكتلنديارد في لندن. وسُلّم الملف بحضور محامي شايلر جون وادام. وقالت ماتشون ان الشرطة مُلزمة بأن تحقق في المعلومات التي تضمنها الملف لأن القضية تتضمن "مؤامرة قتل". وأوصى شايلر في الملف الشرطة بالإستماع الى إفادات رئيس الحكومة توني بلير ووزير الخارجية كوك والوزير في وزارة الخارجية بيتر هين ورئيسي "أم آي 5" و"أم آي 6"