أكد قادة حلف شمال الاطلسي ان الوضع في كوسوفو لا يزال خطراً فيما بدت الحكومة والمعارضة في بلغراد بحال "سباق" لكسب المشاعر الوطنية الصربية من خلال ادانة الغارات الجوية الغربية التي استهدفت يوغوسلافيا على مدى 77 يوماً. وأعرب الامين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون في تصريحات ادلى بها في بريشتينا عن قلقه من استمرار العنف بين سكان كوسوفو، وقال "إن مستقبل كوسوفو بين ايدي الذين يعيشون فيه والذين يعيشون في بروكسيل حيث مقر الحلف الاطلسي". وحذر من ان الدعم الدولي لكوسوفو قد يتوقف "اذا لم يتوفر حل سلمي لمشاكل الاقليم". واضطر روبرتسون والقائد العام لقوات الحلف في اوروبا الجنرال ويسلي كلارك الى تغيير خططهما وتقليص مدة زيارتهما لكوسوفو "بسبب الاوضاع غير الطبيعية في الاقليم" وكان المسؤولان الاطلسيان ألغيا زيارة لهما الى مدينة ميتروفيتسا المقسّمة بين الألبان والصرب شمال غربي الاقليم "بسبب تدهور الاوضاع في المدينة ومخاوف امنية". لكن المفوضة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة ساداكو اوغاتا زارت ميتروفيتسا والتقت زعماء الالبان والصرب ووعدتهم بتقديم المساعدات اللازمة للسكان الذين يعودون الى منازلهم، سواء في الشطر الشمالي الصربي او الشطر الجنوبي الالباني. وذكرت اتصالات اجراها مسؤولون في الحلف الاطلسي مع قادة "جيش تحرير بريشيفو وبويانوفاتس وميدفيجا - جنوب صربيا" اصدر هذا التنظيم الذي ظهر مطلع العام الجاري، بياناً أكد "انتهاء وجوده العسكري وتخليه عن العنف، وسعيه الى حل سياسي لمشاكل الالبان في جنوب صربيا، بالتعاون مع المجتمع الدولي". وكان مسلمو هذا التنظيم تعرضوا الى عمليات من قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو، اثر هجمات عدة شنوها على دوريات الشرطة الصربية انطلاقاً من اقليم كوسوفو والمنطقة المنزوعة السلاح المحاذية للحدود الادارية الشرقية للاقليم. وعلى صعيد آخر، احيا اليوغوسلاف تحت شعار "الدفاع البطولي عن ارض الوطن"، امس، ولليوم الثاني على التوالي، الذكرى الاولى للغارات الجوية التي شنها الحلف الاطلسي على بلادهم، فوضعوا اكاليل الزهور عند مدخل السفارة الصينية وغيرها من المباني التي استهدفها القصف. واقامت الجماعات السياسية المعارضة احتفالات خاصة بها في ساحات بلغراد والمدن الاخرى التي تسيطر على مجالسها البلدية تحت شعار "مقاومة العدوان" في ظاهرة اعتبرها مراقبون "مزايدة" على حكومة الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش في "كسب المشاعر الوطنية الصربية المعارضة للتدخل الدولي في كوسوفو".