نفت بلغراد الاتهامات الغربية التي أكدت انها تعمل على تصعيد التوتر بين الألبان والصرب في كوسوفو، فيما اعربت روسيا عن قلقها ازاء الوضع المتوتر في البلقان. واعلنت الاممالمتحدة ان السكان الألبان في مناطق الصرب في مدينة ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو "محاصرون بالكامل في منازلهم". أعلن الناطق باسم المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للامم المتحدة كريس يانوفسكي ان السكان الألبان في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا شمال غربي كوسوفو الذي تقطنه غالبية صربية، "محاصرون تماماً" في منازلهم التي لا يجرأون على مغادرتها خوفاً من ان يأتي الصرب اليها ويحتلوها. وقال في تصريح ان "الألبان محتجزون في ديارهم وهم عاجزون عن الخروج لشراء حاجاتهم، ذلك ان من يغادر منزله يفقده فوراً اذ سرعان ما يحتله الصرب". وأوضح الناطق باسم مفوضية اللاجئين انه قبل بداية أعمال العنف في 3 الشهر الجاري، كان عدد السكان الألبان في الشطر الشمالي من ميتروفيتسا 4500 "في حين يقل عددهم حالياً عن ألف شخص وربما لا يزيد عن 500 شخص". وشهدت ميتروفيتسا امس الاربعاء، يوماً هادئاً نسبياً وأعلنت القوات الدولية خفض ساعات منع التجول ليلاً من 12 ساعة الى ساعتين، فيما واصل الجنود الدوليون لليوم الرابع على التوالي أمس، التفتيش في المدينة بحثاً عن الأسلحة وملاحقة الاشخاص المشتبه بعلاقتهم في حوادث العنف التي وقعت هناك. ومن جهة اخرى، وصف وزير الاعلام اليوغوسلافي غوران ماتيتش الاتهامات الغربية لحكومته بالضلوع في تصعيد التوتر في كوسوفو بأنها "تتم بالتنسيق مع الارهابيين الألبان لطرد ما تبقى من الصرب في الاقليم". وقال: "ان الذين يتهمون يوغوسلافيا، يتحملون مسؤولية كل مشاكل البلقان، لأنهم أوجدوا جيش تحرير كوسوفو وحرضوه على العمليات الارهابية ضد المؤسسات الصربية، كي تتوافر الذرائع التي مكنت حلف شمال الاطلسي من القيام بالعدوان على يوغوسلافيا". واشار الى ان بلغراد وجهت مذكرة الى مجلس الأمن في شأن "حملة التفتيش الشرسة التي قام بها الجنود الاميركيون والألمان في المنطقة الشمالية من ميتروفيتسا". وطلبت من المجلس اتخاذ الاجراءات اللازمة "لإنهاء العنف الذي يتعرض له السكان الصرب، سواء من المتطرفين الألبان أو بعض القوات الدولية". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن حذّر صربيا من أي تدخل في عمليات قوة حفظ السلام في الشطر الشمالي من كوسوفو ومحاولة استغلال الاضطرابات في المنطقة. وقال: "نتابع الوضع عن كثب، ونحن بالتأكيد مستعدون للرد في حال ارتكبت القوات الصربية الخطأ الفادح وحاولت التدخل في عمليات القوة المتعددة الجنسيات لحفظ السلام". وأضاف: "في الواقع نعتقد ان نظام الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش له كل المصلحة بالسعي الى إبقاء الوضع في كوسوفو على ما هو عليه من التوتر". وكان كل من السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة ريتشارد هولبروك والأمين العام للحلف الاطلسي جورج روبرتسون والقائد الأعلى لقوات الحلف في أوروبا الجنرال ويسلي كلارك، اتهموا ميلوشيفيتش بأنه وراء الاضطرابات في ميتروفيتسا. والى ذلك، أعربت وزارة الخارجية الروسية عن "قلقها المتزايد" إزاء الوضع في كوسوفو وخصوصاً في مدينة ميتروفيتسا. وأفادت انه "من المثير للقلق ألا يرتدع المتطرفون الألبان الذين يريدون تحقيق أهدافهم المتمثلة في إخلاء كوسوفو بالكامل من السكان غير الألبان". واعتبرت موسكو انه "لن يتم التوصل الى ارساء الاستقرار في ميتروفيتسا والمنطقة بكاملها، اذا اقتصر الاعتماد على التدابير العسكرية". ورأت ان "لا بد من اطلاق عملية سياسية تستهدف بموجب القرار 1244 الصادر عن مجلس الأمن، تحديد وضع كوسوفو في اطار جمهورية يوغوسلافيا الاتحادية، والتأكيد على ضرورة الالتزام بكافة جوانب هذا القرار".