واجهت جهود الاتحاد الأوروبي لايصال مساعدات التدفئة لفصل الشتاء الى عدد من المدن التي تسيطر عليها المعارضة في صربيا عراقيل جديدة من حكومة بلغراد على رغم وصولها الى احدى هذه المدن. وأبدى مسؤولو الاتحاد الأوروبي الذين رافقوا هذه المساعدات شكوكاً في حصول تقدم سريع في شأنها "بعدما تبين ان غرض الحكومة الصربية هو المماطلة في محاولة للتصرف بالنفط حسب رغبتها". وكان 14 صهريجاً وصلوا الى مدينة نيش شرق صربيا، بعد انتظار في النقطة الحدودية اليوغوسلافية مع مقدونيا استمر اسبوعين، وتم حجزها في ساحة تابعة للسلطات الجمركية في المدينة "لتفتيشها والتحقق من مدى صلاحية النفط ومجالات استخدامه". ووصف رئيس بلدية نيش وهو معارض الموقف الحكومي بأنه "غير مقبول ولا يعد فألاً حسناً، خصوصاً وان برد الشتاء القارس حلّ فعلاً في صربيا". وتعتبر هذه القافلة المخصصة لمدينتي نيش وبروت، الأولى ضمن برنامج اقره الاتحاد الأوروبي لدعم معارضي الرئيس اليوغوسلافي سلوبودان ميلوشيفيتش باسم "الطاقة من اجل الديموقراطية". وكان حزب اليسار اليوغوسلافي الذي تتزعمه ميرا ماركوفيتش زوجة ميلوشيفيتش اعتبر ان مشروع الاتحاد الأوروبي لتزويد مدن تسيطر علىها المعارضة الصربية بوقود التدفئة يهدف الى "زعزعة استقرار البلاد، من المستوى المحلي وحتى القمة". وقال الحزب المشارك في الائتلاف الحكومي الى جانب الحزبين الاشتراكي بقيادة ميلوشيفيتش والراديكالي برئاسة فويسلاف شيشيلي، في بيان نشر امس ان "الاتحاد الأوروبي لا ينتبه الى المدارس المحرومة من التدفئة، لأنه لا علاقة له بحاجات الأطفال، ما دام يسعى الى تحريض الكبار وإثارة الفوضى". كوسوفو من جهة اخرى، اعتبر وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني ان الوضع في كوسوفو "غير مرضٍ" وطالب بوقف "عمليات الثأر ضد الاقلية الصربية في الاقليم". وقال أمس للصحافيين خلال زيارة له الى العاصمة البلجيكية بروكسيل "يمكن القول تقريباً ان المجتمع الدولي عاجز عن وضع حد لأعمال العنف ضد الأقليات". ورداً على سؤال عما اذا كانت هناك عملية تطهير عرقي تدور حالياً في الاقليم الصربي، أجاب وزير الخارجية الايطالي ان "التقارير التي نحصل عليها تذهب في هذا الاتجاه". ولاحظ ديني ان المبدأ الذي وجه تدخل الحلف الاطلسي للدفاع عن سكان كوسوفو "ينبغي ان يطبق ايضاً بالنسبة الى الصرب والمجموعات العرقية الأخرى كالكروات الذين طردوا من قرية شمال كوسوفو كانوا يقطنون فيها منذ 700 سنة". وكشف ان مسؤول الادارة المدنية التابعة للامم المتحدة في كوسوفو برنار كوشنير كان أوضح ان ليس هناك "لا قوات ولا وسائل كافية للتمكن من تجنب" أعمال العنف والثأر. وفي عضون ذلك، أعلن السكرتير العام لحلف الاطلسي جورج روبرتسون، اثر لقائه الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان في نيويورك، انه "يوجد مجال رفيع يفصل بين النجاح والفشل في كوسوفو، ونحن نجري من خلاله في هذه اللحظات". وبعث صرب مدينة اوراخوفاتس جنوب كوسوفو رسالة الى أنان أشاروا فيها الى ان مسؤول الادارة المدنية كوشنير "ليس حيادياً في أداء مهمته، وهو منحاز علناً الى جانب الألبان، وتؤكد قراراته واجراءاته ذلك". ودعت الرسالة أنان ان يلتزم قرار مجلس الأمن في ترتيب أوضاع كوسوفو "لأن ترك الأمور حسب مشيئة الاميركيين، سيجعل مصير صرب كوسوفو كما انتهى إليه مصير الهنود الحمر في الولاياتالمتحدة". وكان صربيان قتلا وجرح آخر السبت الماضي في اوراخوفاتس. واتهم الصرب الوحدة الالمانية المسؤولة عن الأمن في المدينة بعدم توفير الحماية اللازمة لهم. ومعلوم ان الألبان منعوا انتشار الجنود الروس في منطقة تجمع السكان الصرب في اوراخوفاتس على رغم صدور قرار من قيادة قوات حفظ السلام الدولية في كوسوفو بذلك قبل أكثر من 3 اشهر. ونظم الصرب تجمعاً جماهيرياً في الشطر الشمالي الذي يسيطرون عليه من مدينة ميتروفيتسا شمال غرب كوسوفو، طالبوا فيه المسؤولين الدوليين بتوفير الحماية اللازمة للسكان الصرب في أنحاء الاقليم. وأوضح أحد زعماء صرب ميتروفيتسا في كلمة ألقاها في التجمع ان "16 صربياً قتلوا وفقد 25 آخرون في ميتروفيتسا وحدها منذ انتشار القوات الدولية". وناشد المسؤولين الدوليين، العسكريين والمدنيين، في الاقليم "الكشف عن الجناة، والبحث لمعرفة مصير المفقودين".