يعقد وزراء النفط في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية اجتماعاً في 23 شباط فبراير الجاري في الرياض لتنسيق مواقف دول المجلس قبل الاجتماع الوزاري العادي الذي ستعقده منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك في نهاية آذار مارس المقبل في فيينا، والقمة المقترحة لقادة دول "أوبك" في ايلول سبتمبر السنة الجارية. وستبحث "أوبك" في اجتماعها المقبل مسألة الاستمرار في التخفيضات الانتاجية التي بدأتها في نيسان ابريل الماضي لفترة مقبلة من السنة الجارية. ويؤيد معظم دول "أوبك" استمرار العمل بهذه التخفيضات التي أدت الى تحسن أسعار النفط لمستويات قياسية هي الأعلى منذ تسع سنوات. ولكن تصريحات الوزراء تظهر تبايناً في شأن المدة التي سيستغرقها التمديد. وترجع مصادر نفطية ان تتخذ "أوبك" قراراً في آذار المقبل بتمديد التخفيضات الانتاجية حتى اجتماعها العادي في ايلول المقبل. وقال عبيد بن سيف الناصري وزير النفط والثروة المعدنية ان مدة التخفيضات ومقدارها سيكون تابعاً لوضع أسعار النفط والطلب العالمي وحجم المخزونات العالمية. وسيشارك في اجتماع الرياض وزراء النفط في السعودية والامارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين. وتلعب الدول الخليجية الأربع الأولى وهي أعضاء في "أوبك" دوراً مهماً في تحديد سياسات وقرارات "أوبك"، فما تؤيد سلطنة عمان القرارات التي تتخذها المنظمة، وتشارك في بعض اجتماعاتها بصفة مراقب. واكدت مصادر نفطية في أبو ظبي ان وزراء نفط دول التعاون سيجرون في اجتماع الرياض مشاورات في شأن عقد قمة دول "أوبك" في ايلول المقبل في كراكاس بدعوة من الحكومة الفنزويلية. وتتركز هذه المشاورات حول التحضير الجيد لهذه القمة. وكانت دول "أوبك" وافقت على عقد القمة في نهاية آذار المقبل غير ان الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها فنزويلا أخيراً أدت الى تأجيل انعقادها ستة اشهر. وقال مصدر نفطي في أبو ظبي ان اجتماع الرياض "دوري" وجاء بناء على طلب الأمانة العامة لمجلس التعاون وان معظم الدول وافقت على حضوره وان موعد 23 شباط فبراير قد يتغير بناء على طلب بعض الدول. ويعقد الاجتماع في الوقت الذي يتوقع ان يزور فيه وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون الكويت والسعودية للبحث في تقلبات اسواق النفط ومستويات انتاج النفط الحالية والاسعار. وطلب اعضاء الكونغرس الاميركي من ريتشاردسون التحدث الى كبار موردي النفط الى الولاياتالمتحدة وبصفة خاصة اعضاء "أوبك" لرفع مستويات الانتاج. وتريد الكويت وعدد من اعضاء "أوبك" دعم الاسواق عن طريق مد التخفيضات بعد آذار المقبل. وعلى صعيد الاسعار، واصلت اسعار النفط ارتفاعها أمس ولليوم الثاني على التوالي متأثرة باعلان الولاياتالمتحدة انه من غير المحتمل ان تضخ كميات من مخزونها الاستراتيجي في السوق التي تعاني نقصاً في المعروض. وسجل خام القياس البريطاني "برنت" للعقود الآجلة تسليم آذار في بورصة النفط الدولية في لندن بعد ظهر أمس 26.65 دولار للبرميل بزيادة 26 سنتاً على سعر الاقفال أول من أمس. ووصف ريتشاردسون الاسعار بأنها مرتفعة، ولكنه قال ان واشنطن لم تقرر بعد ما اذا كانت ستضخ كميات من مخزوناتها النفطية الاستراتيجية بمقتضى اتفاقات مقايضة مع الشركات التي لا تدفع اموالاً مقابل ما تأخذه من نفط من المخزون الاميركي بل ترده ولكن بكميات أكبر من النفط في المستقبل. وقال مسؤول اميركي مساء أول من امس انه من غير المحتمل ان توافق الادارة الاميركية على ضخ كميات من مخزونها الاستراتيجي الذي يبلغ 567 مليون برميل.