اعتبرت اوساط ايرانية ان مواقف جميع المسؤولين والقوى السياسية والحزبية من محاولة اغتيال سعيد حجاريان، أحد أبرز الشخصيات الاصلاحية، تظهر اجماعاً داخلياً على مواجهة ظاهرة العنف، فيما شددت الاوساط الاصلاحية على ان "الفكر لا يمكن قتله برصاصة". ووصفت الحال الصحية لحجاريان بأنها مستقرة، فيما تواصلت التحقيقات لكشف منفذي محاولة الاغتيال، واعلن اعتقال شخصين كانا هددا حجاريان، بينما دان "انصار حزب الله" الاعتداء ودعوا الى كشف الفاعلين. لكن صحيفة القيادي الاصلاحي القريب الى الرئيس محمد خاتمي اتهمت الحزب بالتحريض على القتل. وأكد وزير الاستخبارات الايرانية علي يونسي اعتقال شخصين لم يحدد هويتهما، وجها تهديدات الى القيادي الاصلاحي عضو المكتب السياسي ل"جبهة المشاركة" قبل فترة من اطلاق النار عليه في طهران قبل نحو اسبوع. وأوضح يونسي ان التحقيق يركز على احتمالات بينها ان يكون المتورطون من العناصر المتطرفة، او على صلة بمنظمة "مجاهدين خلق" المعارضة، واحتمال وجود أيد أجنبية ضالعة في محاولة تصفية حجاريان. وذكر الوزير ان الاخير كان على قائمة الشخصيات التي تريد المنظمة اغتيالها، موضحاً ان حجاريان تلقى ايضاً "تهديدات من بعض القوى المتطرفة في الداخل"، وانه رفض تكليف رجال امن حمايته. وأعلن يونسي ما يشبه الاستنفار العام، مشيراً الى تعاون بين الاستخبارات والقوى الامنية والعسكرية والقضائية لكشف المتورطين ومتابعة كبار صناع القرار ملف التحقيق. كما أكد التوصل الى "خيوط مهمة"، وقال إنر جال الاستخبارات على وشك التوصل الى الفاعلين، وان النتيجة ستوضع امام الرأي العام اياً تكن. وحذر من "اطلاق الاتهامات والتوقعات التي لا تستند الى دليل" في اشارة الى اتهام بعض الاوساط الاصلاحية قوى محافظة بالتورط بمحاولة اغتيال حجاريان الذي لعب دوراً بارزاً في الفوز الساحق للاصلاحيين في الانتخابات البرلمانية. ودانت جماعة "انصار حزب الله" التي توصف بالتشدد، محاولة اغتيال حجاريان. وذكرت بأن "اعضاءها كانوا من اكبر ضحايا الارهاب". واتهمت صحيفة "صبح امروز" التي يديرها حجاريان، عبدالحميد محتشم المدير المسؤول لصحيفة "انصار حزب الله" ب"التحريض على العنف والقتل"، ونقلت عنه ان "منطق التضحية لا ينحصر في زمن الحرب" مع العراق لأن "طريق مواجهة الانحراف لا يتوقف على السجالات الكلامية". وحذّر من ان هناك "اشخاصاً مستعدين لتقديم ارواحهم اذا ضاقت بهم الحال"، في اشارة الى المواجهة مع "علمنة" المجتمع، وهو اتهام يوجه الى بعض الاطراف الاصلاحية. يذكر ان حجاريان كان اصيب برصاصتين في عنقه وكتفه، وتضرر دماغه، وأكد الفريق الطبي الذي يعالجه امس ان حاله تتحسن ولم يعد في حاجة الى جهاز اصطناعي للتنفس.