طهران - أ ف ب - "صبح امروز" التي تعرض رئيس تحريرها سعيد حجاريان 47 سنة لمحاولة اغتيال في طهران أمس، هي صحيفة اصلاحية مؤيدة للعلمانية ومعادية لرجال الدين المحافظين. انشئت الصحيفة التي يعني اسمها "صباح اليوم" غداة الانتخابات الرئاسية التي حقق فيها الرئيس محمد خاتمي فوزاً ساحقاً عام 1997، واحتلت مكانة مهمة بين الصحف التي تصدر في العاصمة. وهي توزع نحو مئة الف نسخة يومياً. و"صبح امروز" قريبة الى "جبهة المشاركة" اليسارية الاصلاحية المؤيدة لخاتمي، والتي كانت الفائز الاكبر في الانتخابات البرلمانية التي اجريت في 18 شباط فبراير. واثارت الصحيفة التي تنشر باستمرار اخباراً من مصادرها مباشرة، غضب المحافظين الذين لجأوا الى القضاء لملاحقتها. ومثل حجاريان الذي كان نائبا لوزير الاستخبارات، مرات خلال الاشهر الاخيرة امام محكمة الصحافة، بعد سلسلة من الشكاوى ضد صحيفته التي ما زالت ملاحقة بسبب شكاوى من الشرطة واجهزة الاستخبارات والقضاء العسكري والصحيفتين المحافظتين "رسالة" و"كيهان". وواجه حجاريان شخصياً بصفته رئيس التحرير شكاوى من محكمة رجال الدين في اصفهان ووزارة الاستخبارات. ويعتبر القيادي الاصلاحي وفياً لفكر محمد مصدق، رئيس الحكومة في الخمسينات في عهد الشاه، ورائد القومية الايرانية المحرض على تأميم النفط. كان حجاريان خبيراً في "الحرب النفسية" عندما تولى منصب نائب وزير الاستخبارات، ثم اصبح العدو اللدود للأوساط المحافظة الاكثر تشدداً في النظام. وتأخذ اجهزة الاستخبارات عليه انه نشر معلومات "سرية" تتعلق باغتيال مثقفين نهاية 1998. وكان معارضان علمانيان هما داريوش وبروانه فوروهار اغتيلا آنذاك مع ثلاثة من الكتاب الناشطين من اجل حرية التعبير هم مجيد شريف ومحمد مختاري ومحمد بويانده. وفي كانون الثاني يناير الماضي تعرض لانتقادات من الحزب المعتدل "كوادر البناء" الذي اتهمه باخضاع مقره لعملية تنصت. ووصفت القضية بأنها "ووترغيت ايرانية". واتهم حجاريان ايضاً بنشر "تصريحات سرية جداً" أدلت بها ابنة الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، فائزة هاشمي النائبة السابقة العضو في "كوادر البناء". وفي هذه التصريحات تهاجم فائزة "متشددي الثمانينات الذين أصبحوا يصفون أنفسهم بأنهم تقدميون واصلاحيون".