} بعد معارك ضارية دامت خمسة أيام، أعلنت القيادة الروسية أن قواتها دخلت أمس بلدة كمسمولسكايا وسيطرت على كل وادي ارغون المؤدي إلى جورجيا. وبدأت الحكومة الروسية برنامجاً ل"توعية" الشيشانيين بإقامة محطات اذاعة تحمل أسماء مثل "السيف" و"العاصفة" لبث الرعب في نفوس المدنيين. أفادت البيانات الرسمية الروسية أمس، ان مجموعة شيشانية بأمرة القائد البارز رسلان غيلايف، حوصرت في بلدة كمسمولسكايا حيث قصفتها الطائرات والمدفعية على مدى خمسة أيام. وذكر نائب القائد العام للقوات الروسية في القوقاز غينادي تروشيف إن تعداد المجموعة المحاصرة تقلص من ألف إلى بضع عشرات. وقال إن "الفلول تطارد وتباد". وأكد قائد مجموعة الأمن الداخلي الروسية الجنرال ميخائيل لابونيتس ان غيلايف طلب وقف القتال والتفاوض على شروط الانسحاب، إلا أن طلبه رفض واستمرت محاولات "اغلاق الكماشة" عليه. إلا أن المراسل الميداني لتلفزيون "ان تي في" لم يستبعد تسلل غيلايف وعدد من رجاله إلى مناطق قريبة. وذكر ان المعارك استمرت في شوارع البلدة امس. وأشار إلى أن عدد الشيشانيين الذين يشتبكون مع القوات الروسية "أكثر بكثير من العشرات". وأكد المراسل أن أبناء البلدة من الذكور التي تراوح أعمارهم بين 10 و60 عاماً، اقتيدوا إلى مركز "فرز" للتأكد من أنهم لم يحملوا السلاح. ومعلوم ان نزلاء هذه المراكز يتعرضون إلى الضرب والتعذيب. ونشرت مجلة "ايتوغي" صوراً تثبت أن المعتقلين يتعرضون لمعاملة لاإنسانية، بل ان أحد كبار الجنرالات الروس فلاديمير شامانوف، أمر بتهيئة حفر عميقة يتعذر الخروج منها لكي يعتقل فيها الشيشانيون "من دون حاجة إلى حراسة". ومن يموت فيها برداً، يطمر بالتراب. وسيكون التحقيق في مثل هذه الوقائع من مهمات وفد الجمعية البرلمانية للمجلس الأوروبي برئاسة اللورد جاد الذي أكد خلال لقائه وزير الخارجية ايغور ايفانوف وقادة البرلمان أمس، انه يتأكد ميدانياً من تقيد روسيا بالتزاماتها في مجال حقوق الإنسان. إلا أن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الدوما دميتري روغوزين أعرب عن استيائه ل"إصرار" الوفد على زيارة غروزني. وقال إن "هذه المدينة بلا مستقبل وليس ثمة أمر مشوق في رؤية مدينة مهدمة". وفي المقابل، اعترف ايفانوف بوجود "مشاكل"، لكنه طلب من الغرب "الابتعاد عن العواطف" في الحديث عنها. كذلك طالب رئيس جمعية الصليب الأحمر الدولية جاكوب كيلينبرغر بأن تسمح روسيا لوفد من الجمعية بتفقد المعتقلات في الأراضي الشيشانية. وأكد مكتب الصليب الأحمر في موسكو ان كيلينبرغر "يأسف" لأن موسكو لم تستجب حتى الآن لطلب الجمعية في هذا الشأن. ورأى مراقبون ان الكرملين يريد تأجيل زيارات الهيئات الدولية إلى الشيشان ريثما يتم "تنظيف" المواقع والسيطرة على أهم المدن. واعتبرت موسكو سقوط كمسمولسكايا والسيطرة على وادي ارغون دليلاً على "القضاء الكامل" على آخر مجموعة كبيرة للشيشانيين. توعية بالرعب وقررت الحكومة الروسية اعتماد خطة ل"توعية" الشيشانيين. وستبث برامج الاذاعات الحكومية الروسية عبر محطات اذاعة محلية اطلقت عليها تسميات يراد لها ان تكون مرعبة مثل "العاصفة". ولمن اراد ان يغدو أكثر ثقافة ودراية فعليه الاستماع إلى محطة "السيف"، أما من يرفض بعناد فإن اذانه سيصلها صوت محطة "الاعصار".