شهدت العاصمة الشيشانية غروزني هدوءاً نسبياً امس، بعدما أعلن الرئيس الروسي بالوكالة فلاديمير بوتين "وقفة" في العمليات العسكرية في الشيشان "لمناسبة الأعياد"، مشدداً على أن السيطرة على غروزني ما زالت هدفاً. وامتنع عن تحديد السبل لتحقيقه. راجع ص8 واتاحت "الوقفة" التي شدد الروس على انها ليست هدنة، تبادل جثث القتلى في غروزني، فيما اعتبرت القيادة الشيشانية الخطوة دليلاً على فشل الهجوم على غرزوني. ونفذت القوات الروسية عملية إعادة انتشار في مواقعها في الشيشان، وتزامن ذلك مع اعفاء اثنين من "الصقور" في الجيش الروسي من مهماتهما في قيادة العمليات العسكرية وهما قائدا الجبهتين الغربية والشرقية الجنرالان فلاديمير شامانوف وغينادي تروشيف. ورأى مراقبون في موسكو ان التعديلات تهدف الى تفادي اي انقسام بين القيادة العسكرية الميدانية والسلطات في موسكو، في حال قررت الاخيرة انتهاج سياسة جديدة في الشيشان. واعتبر المسؤول الشيشاني مولادي اودوغوف في حديث الى اذاعة "صدى موسكو" ان تعليق العمليات العسكرية الروسية يعني "فشل الهجوم" على غروزني. وأضاف ان موسكو "تحضر بهذه الطريقة الرأي العام لهزيمة جيشها في الشيشان". وعزز الحديث عن شعور موسكو بفشل عمليتها في الشيشان، التحول في الموقف الروسي في اتجاه الطلب من المرجعية الاسلامية في روسيا لعب دور في التوصل الى حل. وبدا ذلك واضحاً في كلمة وجهها بوتين الى المسلمين في بلاده وأعرب فيها عن "الأمل بمشاركة المرجعية الروحية الاسلامية في روسيا في المحافظة على السلام والتسامح الديني في البلاد واعادة النظام والحياة الطبيعية الى القوقاز الشمالي". وعرض تلفزيون "ان تي في" الروسي أمس عملية تبادل جثث قتلى في واحد من أحياء غروزني، واعتبر ذلك دليلاً على أن الجانبين يستثمران الهدوء النسبي لنقل الجثث.