ابلغ الامين العام للامم المتحدة كوفي انان رئيس مجلس الامن انه باشر مشاورات لتعيين اعضاء لجنة "انموفيك" المكلفة مهمة المراقبة والتفتيش في العراق. وبحث المجلس أول من أمس في طلب بغداد موافقته على تخصيص أموال من برنامج "النفط للغذاء" لتسهيل اداء المواطنين العراقيين فريضة الحج. وعارضت الولاياتالمتحدةوبريطانيا صيغة اقترحتها بغداد لتخصيص الأموال عبر البنك المركزي العراقي، لتغطية نفقات الحجاج فيما اعتبرت الديبلوماسية العراقية ان الاقتراحات الأميركية والبريطانية لتأمين الأموال عبر الصليب الأحمر "هدفها ايذاء مشاعر العراقيين الوطنية والدينية". ووصف السفير العراقي لدى الأممالمتحدة سعيد حسن الموسوي تلك الاقتراحات بأنها "ليست جديرة بالبحث". واستمع مجلس الأمن الى تقرير لمدير البرنامج الانساني للأمم المتحدة في العراق بينون سيفان، في شأن تنفيذ الجوانب الانسانية من القرار 1284. وكان العراق طلب من رئيس المجلس بحث طلبه الموافقة على تخصيص أموال من برنامج "النفط للغذاء" لتغطية مساهماته في موازنة المنظمة الدولية وفي "اوبك". وعارضت الديبلوماسية البريطانية والأميركية تخصيص الأموال من البرنامج. وقال مسؤول غربي: "لسنا مقتنعين بأن هناك حاجة الى الاقتطاع من البرنامج الانساني لتغطية مثل تلك النفقات". وأشار الى "بناء القصور واحتفالات عيد الميلاد" في العراق الذي "اثبت مرات ان في امكانه العثور على الأموال لمصلحة النظام". واعتبرت الديبلوماسية العراقية المواقف البريطانية - الاميركية مؤشراً سلبياً ضمن سلسلة مؤشرات الى العراق هدفها توجيه رسالة فحواها العزل وليس الترغيب بالانخراط. وأشارت الى ان تسديد العراق مساهماته في موازنة الأممالمتحدة يساهم في "تطبيع" العلاقة بينهما، ورأت ان بريطانياوالولاياتالمتحدة "تعرقلان" مثل هذا التطبيع. الى ذلك أ ف ب، رويترز دعا منسق النشاطات الإنسانية للأمم المتحدة في العراق هانز فون سبونيك إلى رفع الحظر الدولي عن هذا البلد. وشدد على رفضه الصمت حيال "مأساة إنسانية"، على رغم الحملة الأميركية - البريطانية التي تعرض لها بسبب تصريحات مماثلة أدلى بها سابقاً. وقال هانز فون سبونيك ألماني لشبكة "سي. ان. ان" التلفزيونية الأميركية ليل الاثنين إن "برنامج النفط للغذاء" لا يلبي الحد الأدنى من حاجات الشعب العراقي و"بوصفي مسؤولاً في الأممالمتحدة لا يُتوقع مني التزام الصمت ازاء ما أعتبره مأساة إنسانية حقيقية يجب وضع نهاية لها". وتساءل: "إلى متى سيظل المدنيون الأبرياء تماماً من كل ذلك، يتعرضون لمثل هذا العقاب على ذنب لم يقترفوه؟". وكانت معلومات أفادت ان واشنطن ولندن مارستا ضغوطاً لإقالة سبونيك، لكن الأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان عارض ذلك. وأعرب سبونيك عن "أسف بالغ لأن حكومتين من الدول الأعضاء في مجلس الأمن تشككان في نزاهتي، وفي ما إذا كان يجب أن أبقى في منصبي. لا يمكنني الصمت، فالمنصب الذي أتولاه يمنعني من الصمت على ما نراه هنا". ورداً على سؤال هل يعتقد ان بإمكانه البقاء في منصبه على رغم معارضة الولاياتالمتحدةوبريطانيا، قال: "إذا تركت منصبي لأسباب صحيحة فلن أندم، ولكن طالما ما زلت أتولى هذا المنصب سأتولى عملي على أكمل وجه". وأشار إلى أن "برنامج النفط للغذاء" حقق "بعض المزايا" للعراقيين، لكنه "لم يضمن الحد الأدنى الذي يحتاج إليه الإنسان، كما ينص الإعلان الدولي لحقوق الإنسان".