نجا الرئيس الإيراني محمد خاتمي باعجوبة أمس من محاولة لاغتياله، عندما تساقطت قذائف هاون على مقر مجمع تشخيص مصلحة النظام القريب من مكتبه. وعلم أن قذائف عدة لم تنفجر، وأن أحد العاملين في المجمع قتل. وهزت الانفجارات قلب طهران مساء، وأعلن التلفزيون ان مدنياً قتل فيما جرح أربعة آخرون، متهماً منظمة "مجاهدين خلق" بالوقوف وراء التفجيرات التي طاولت منطقة حساسة تضم عدداً من المقرات الرسمية، منها مكتب المرشد أية الله علي خامنئي ومقر رئاسة الجمهورية ومقر مجلس الشورى البرلمان. وأوضح التلفزيون ان الانفجارات تتزامن مع احتفالات ايران بالذكرى ال21 للثورة، ووسط التحضيرات للانتخابات البرلمانية. واعلنت "مجاهدين خلق" مسؤوليتها عن "هجوم" استهدف "قصراً" لخامنئي. وتفاعلت الاحتجاجات المطالبة بإقالة وزير الثقافة والإرشاد الايراني عطاء الله مهاجراني، و"اصلاح الأوضاع الثقافية" لتشمل أوساطاً خارج الحوزة الدينية في قم، وتمتد الى طهران وعدد من كبريات المدن مثل مشهد وتبريز. وعلم ان الرئيس محمد خاتمي متمسك بالوزير الذي سيعقد مؤتمراً صحافياً اليوم يعلن فيه "رفضه" الاستقالة. واعلن مساء امس ان رجال الدين في قم انهوا اعتصامهم استجابة لطلب خامنئي. والحصيلة الأولى للاحتجاجات احالة صحيفة "آزاد" ومديرها المسؤول ورسام الكاريكاتير فيها على المحاكمة، بسبب رسم سخر من رجل الدين البارز آية الله مصباح يزدي محافظ، وصوّره بوصفه "تمساحاً ومتغطرساً" بعدما هاجم عدداً من الصحف الاصلاحية واتهمها بتقاضي أموال من مسؤولين اميركيين. واتهم الاصلاحيون المحافظين بالسعي الى افتعال ازمة عشية الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 الشهر الجاري، كما بدأوا ملاحقة صحيفة محافظة. وامتدت الاعتصامات والاحتجاجات من الحوزة الدينية في قم الى الحوزات في طهران ومشهد وكرمان وقزوين، وتعطلت الدراسة في حوزة قم كي يستطيع علماؤها وطلابها المشاركة في الاعتصام المستمر منذ الخميس الماضي. ويصرّ منظموه على عدم وقفه حتى اقالة مهاجراني ومحاكمة مدير صحيفة "آزاد". واعتصم أهالي مدينة تبريز شمال غرب أمس امام منزل ممثل مرشد الجمهورية بهدف "الاعتراض على الوضع الثقافي المتردي"، وتميّز الاعتصام في قم بحضور عدد من كبار الشخصيات الدينية، بينها آية الله مشكيني رئيس مجلس الخبراء، الذي أيد مطالب المعتصمين وقال ان المرشد آية الله علي خامنئي غير راض عن عمل مهاجراني. وتمنى ان تحل قريباً مشكلتا الصحافة والوزير. ودعا آية الله نوري همداني احد كبار علماء الدين الى اقتلاع "المؤامرة الاستعمارية" وإصلاح الوضع الثقافي، فيما رأى آية الله جوادي آصلي، احدى الشخصيات الدينية البارزة، ان "الشعب الايراني لا يمكن ان يتحمل إهانة المقدسات". وحمل المعتصمون على وكالة الأنباء الايرانية لتصويرها الاعتصام كأنه يستهدف فقط رسماً كاريكاتيرياً او صحيفة معينة، وأوضحوا انهم يحتجون على تردي الوضع الثقافي ويصرون على إقالة مهاجراني. في غضون ذلك، حذّر التيار الاصلاحي من افتعال أزمة عشية الانتخابات، وحملت اوساط حزب "جبهة المشاركة" بعنف على التيار المحافظ معتبرة ان لديه خطة لحرب نفسية قبل الاقتراع تقضي بتحريض الرأي العام وإلصاق صفات الاستبداد بالقوى الاصلاحية، بينما رأت اوساط اخرى ان هناك "ايادي خفية تعمل لنسج مؤامرة". وعقدت هيئة الاشراف على المطبوعات جلسة استثنائية قررت خلالها احالة صحيفة "ازاد" على محكمة المطبوعات وإحالة مديرها المسؤول محمد رضا يزدانبهان فدائي والرسام آهنغ ماز على القضاء ايضاً، علماً ان الأخيرين قدما اعتذاراً. وأكدت الهيئة انها ستبت في مخالفة ارتكبتها صحيفة "قدس" المحافظة التي وجهت اهانة الى أحد المراجع الدينية في قم، حين نشرت اعلاناً لشراء سيارات من شركة "سايبا" وأرفقته بصورته.