طهران - "الحياة"، أ ف ب، رويترز، أ ب - في محاولة لمواجهة أسوأ ازمة منذ توليه السلطة قبل عامين دعا الرئيس الايراني محمد خاتمي مجلس الامن القومي أعلى هيئة أمنية في ايران الى الاجتماع امس لمناقشة الاحتجاجات المتصاعدة التي تهدد الاصلاحات التي يطبّقها. وسارت تظاهرات صاخبة في جامعة طهران لليوم الثالث على التوالي، وانضم طلاب الجامعات في مدن اخرى الى المتظاهرين، مطالبين بالقضاء على "الاستبداد". واستقال وزير التعليم العالي، ورئيس جامعة طهران احتجاجاً على اعمال القمع التي تعرّض لها الطلاب على ايدي الشرطة. فيما شجب مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي اعمال العنف التي ينفّذها "رجال الامن والعناصر غير المسؤولة". واجتمع مجلس الامن الذي يرأسه خاتمي فيما احتشد آلاف الطلاب للمطالبة بإنهاء قمع الشرطة والمتشددين الاسلاميين للاحتجاجات السلمية التي تساند حرية التعبير عن الرأي. وأتى الاجتماع وسط الاجواء المتوترة السائدة بين الطلاب الذين لعبوا دوراً سياسياً بارزاً في تاريخ ايران. وقال متحدث باسم الطلاب "اعلنوا الحرب على الجامعات… وسنلجأ الى الاجراءات القانونية لمحاربتهم واذا لم يفلح ذلك سنلجأ الى الصراع الثوري". وأدت حملة القمع التي يقوم بها متشددون بتحريض من الشرطة الى اصابة عشرات الطلاب واعتقال المئات. ودفعت ايضاً وزير التعليم العالي مصطفى معين ورئيس الجامعة الى الاستقالة احتجاجاً على مطاردة الشرطة الطلاب داخل المساكن المخصصة لهم. وأدت الحملة ايضاً الى زيادة مطالب الطلاب التي كانت تقتصر في بادئ الامر على رفع حظر مفروض على صحيفة بارزة موالية لخاتمي وعلى تعزيز حرية الصحافة، الا انها تشمل الآن مطالب بإصلاحات عميقة الجذور وانهاء سيطرة الكيان المحافظ. وأصيب اشخاص عدة بجروح في صدامات مع اصوليين من أنصار حزب الله اثناء تجمع لبضعة آلاف من الطلاب امام المقر الرئيسي لجامعة طهران في وسط العاصمة الايرانية. واندلعت اشتباكات متفرقة بين الطلاب الاصلاحيين والمتشددين موقعة عدداً غير محدد من الجرحى، بعضهم شوهد والدماء تغطي وجهه. واشتعلت النار ايضا في دراجة نارية صغيرة. وبدأ الطلاب من جهة اخرى في التوجه الى الحرم الجامعي في حي أمير اباد، على بعد كيلومترين او ثلاثة الى الشمال، حيث وقعت ليل الخميس الجمعة مواجهات عنيفة أوقعت ثلاثة قتلى حسب بعض الصحف. وذكرت وكالة الانباء الايرانية ان تظاهرات اخرى نظمت في الريف. وفي جامعة غيلان شمال شجب نحو الف من الطلاب العنف ضد زملائهم، في حين قام طلاب جامعة تبريز شمال غرب باعتصام في الحرم، حيث رفعوا لافتات تحتج على عنف الشرطة. وبدأت تظاهرة طهران صباحاً مع بضع مئات من الطلاب، وسرعان ما انضم اليها آخرون قدموا من مختلف المقرات الجامعية في العاصمة. وفي تطور بارز أعلن المرشد الاعلى للجمهورية الايرانية آية الله على خامنئي شجبه، من خلال ممثليه في الجامعات، اعمال العنف التى تعرض لها الطلاب. وقال الممثلون الشخصيون لخامنئي في بيان نشرته وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان "الأحداث المشبوهة التي وقعت في حرم جامعي أصابت مرشد الجمهوية ومسؤولين آخرين في البلاد في الصميم". ودان البيان "بشدة اعمال عدد من عناصر القوات الامنية والعناصر غير المسؤولة" وذلك بعد المواجهات التي جرت الخميس والجمعة في حرم امير اباد الجامعي في طهران. واضاف ممثلو مرشد الجمهورية انه "تم انتهاك الطابع الامن للجامعات عبر هذه الاعمال التي قامت بها الشرطة وعناصر مشبوهة" في اشارة الى عدد كبير من الاشخاص الذين تواجدوا في المكان باللباس المدني وهم على ما يبدو من الأصوليين. وطالب البيان بان تتم محاكمة المسؤولين عن ذلك "أمام القضاء". ودعا ممثلو خامنئي الطلاب الى ان يكونوا "متيقظين لإبطال محاولات الاعداء الذين يريدون عرقلة برنامج الرئيس محمد خاتمي في المجالات السياسية والثقافية".