ذكرت صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية أمس ان محاكمة الليبيين عبدالباسط المقرحي والأمين خليفة فحيمة قد تؤجّل مجدداً، وسط معلومات عن مصاعب تواجهها جهة الإدعاء في تحضير أدلتها ضد الرجلين في قضية تفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي سنة 1988. وكان محامو الليبيين دفعوا ببراءتهما في جلسة أولية عقدتها المحكمة العليا في أدنبرة أول من أمس. ولم يحضر المتهمان الجلسة. وهما مسجونان منذ نيسان ابريل العام الماضي في سجن في قاعدة زيست في هولندا. وكتبت الصحيفة البريطانية ان محامي الدفاع عن الرجلين يبدون مصرّين على مواجهة عبدالمجيد جعاكة، الشاهد الرئيسي للإدعاء. ونقلت عن مصادر قانونية تأكيدها وجود تعارض في إفادته ضد المقرحي وفحيمة. وجعاكة مواطن ليبي موضوع، منذ عشر سنوات، ضمن لائحة الشهود الذين يخضعون لحماية الشرطة. وهو يمكن ان يحصل على قرابة خمسة ملايين جنيه إسترليني أكثر من سبعة ملايين دولار كمكافأة في حال دين المتهمان أمام المحكمة. وكان جعاكة قال في إفادة سابقة انه كان يعلم ان المتهمين يُحضّران قنبلة، وانه شاهد المقرحي يضع حقيبة في الشريط الذي ينقل حقائب المسافرين في مطار مالطا. ويزعم الإدعاء ان الحقيبة التي إنفجرت في الطائرة الأميركية وُضعت في مطار مالطا، وانتقلت منه الى مطار فرانكفورت ثم الى مطار هيثرو اللندني حيث شُحنت على متن الطائرة المنكوبة. وأضافت الصحيفة ان محامي الدفاع قابلوا جعاكة الذي إكتفى بالقول انه شاهد "رجلاً يُشبه" المقرحي يسحب وليس يضع الحقيبة من شريط نقل الحقائب. وأجرى محامو الدفاع المقابلة مع جعاكة في سيارة فان في واشنطن. وهو كان يرتدي شعراً مُستعاراً وُصف بأنه يُشبه شعر المغنّية البريطانية المعروفة شيرلي باسي. وهو طلب ان يرتدي الشعر نفسه خلال مثوله أمام المحكمة، خشية على حياته. وكانت جهة الإدعاء تعرضت لنكسة أخرى تتعلق بجزء آخر مهم من الأدلة التي تربط الليبيين بتفجير الطائرة. إذ كان الإدعاء يراهن على إثبات شراء ليبيا أجهزة توقيت من شركة سويسرية، وان جزءاً من أحد هذه الأجهزة وُجد بين حطام الطائرة. ويُقال ان الشركة تنفي ذلك، ومستعدة لتقديم شهادة تبرهن ان جهاز التوقيت لا يُمكن ان يكون إستُخدم في حادثة لوكربي.