سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصادر إسرائيلية رسمية اعتبرت ذلك مؤشراً قوياً إلى رغبته في استئناف المفاوضات مع سورية . باراك يحدد ايار موعداً جديداً للتوصل إلى اتفاق اطار والفلسطينيون يصرون على تسلم اجابات واضحة
استبق رئيس الحكومة الاسرائيلية ايهود باراك زيارة المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس الى المنطقة ليضرب للفلسطينيين "موعداً" جديداً للتوصل الى "اتفاق اطار" بخصوص الوضع النهائي للأراضي الفلسطينية المحتلة هو شهر أيار مايو المقبل في الوقت الذي تؤكد فيه كل الدلائل أن قلبه "ما زال يهفو" الى المسار السوري. ويأتي تحديد باراك هذا الموعد الجديد للتوصل الى مثل هذا الاتفاق بعد أن فشل في تحقيق وعوده بشأن الموعد الاول وهو الثالث عشر من شهر شباط فبراير الجاري. واعتبرت مصادر اسرائيلية رسمية موعد باراك الجديد مؤشرا قويا إلى أنه ما زال يأمل في استئناف المفاوضات مع سورية قبل حلول الشهر الخامس من هذا العام، استباقا لدخول الساحة السياسية في الولاياتالمتحدة في خضم معركة الانتخابات الرئاسية في الصيف المقبل. وأكدت المصادر ذاتها ل"الحياة" أن باراك "الذي يشعر بخيبة أمل من الرئيس السوري حافظ الاسد" يلوح لهذا الاخير بأن لديه ورقة أخرى يلعبها اذا رفض السوريون الاستمرار في التفاوض. وحرص باراك على أن يرفق مطلبه الجديد من الفلسطينيين بما سمته مصادر حكومية اسرائيلية "رزمة اغراءات" لا تحمل في الواقع "اجابات واضحة عن الاسئلة الفلسطينية الثلاثة" التي تم طرحها خلال اللقاء الأخير بين الجانبين في منزل السفير الاميركي في تل أبيب في حضور روس أثناء زيارته السابقة للمنطقة، وهي اسئلة يعتبر الفلسطينيون الاجابة عنها شرطاً لاستئناف المفاوضات بين الطرفين. ويطالب الفلسطينيون باراك - كما ورد على لسان نبيل أبو ردينه المستشار السياسي للرئيس الفلسطيني ياسر عرفات - بردود واضحة حول ثلاث قضايا الاولى تتعلق ب"التفاهم المسبق" حول اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي الثالثة من النبضة الثانية بنسبة 1،6 في المئة، والثانية التزام اسرائيلي بتنفيذ المرحلة الثالثة والاخيرة من اعادة الانتشار وفقاً لما نص عليه اتفاق اوسلو وتحديد جدول زمني والالتزام بتنفيذه، وثالثاً التعهد بالبدء فوراً بمفاوضات "جدية" للتوصل الى اتفاق حول "الحل النهائي" للأراضي الفلسطينية. واكد أبو ردينة أن المفاوضات ستبقى معلقة اذا لم يحصل الفلسطينيون على ردود واضحة لهذه الاستيضاحات. وهذا ما يأمل هؤلاء بالحصول عليه من زيارة روس التي ان نجحت ستمهد الطريق لزيارة رئيسته وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت. أما "توليفة" باراك فتشمل حسب ما أكدته مصادر ديبلوماسية ل"الحياة" اعادة قرية فلسطينية واحدة فقط في محيط مدينة القدس على أن لا تكون بلدة أبو ديس بعيدة عن المدينة بالقدر الكافي، واعادة اراض فلسطينية في محيط قرية بني نعيم ومدينة الخليل في اطار اعادة الانتشار الثانية مقابل أن يتوقف الفلسطينيون عن المطالبة بقرية فلسطينية "ملاصقة" للقدس في هذه المرحلة، كذلك التعهد بفتح "الممر الشمالي الآمن" الذي يصل قطاع غزة بمدينة رام الله شمال الضفة الغربية خلال اسبوعين من اليوم. ويعتزم باراك، حسب المصادر ذاتها، تكليف روس ان يطلب من الرئيس الفلسطيني "التحلي بمزيد من الصبر" وعدم الاصرار على تنفيذ المرحلة الثالثة من اعادة الانتشار خصوصا وأن اسرائيل تتعهد مرة أخرى بالتوصل الى اتفاق اطار خلال شهرين. وشكك الفلسطينون على لسان رئيس الوفد المفاوض في محادثات الحل النهائي ياسر عبدربه في مدى الانجاز الذي سيحققه روس في زيارته الحالية. وقال عبدربه في حديث خاص ل"الحياة": "لسنا متفائلين بأن الموقف الاميركي سيحقق نتائج للتغلب على العقبات الآن، اذ تجري محاولاترللتركيز على قضايا اجرائية ثانوية وتجاوز القضايا الجوهرية التي ادخلت المفاوضات في ازمة."، واعرب في الوقت ذاته عن أمله فى أن يتم احراز "بعض التقدم" ما يساعد على استئناف المفاوضات. وفي رده على سؤال عن الموقف الفلسطيني من الموعد الجديد الذي حدده باراك للتوصل الى اتفاق اطار، قال المسؤول الفلسطيني أن "المشكلة ليست في المواعيد التي اعلنت اسرائيل أنها ليست مقدسة، بل في أن تبدأ الحكومة الحالية باظهار الجدية". واوضح أن الجانب الاسرائيلي يرفض حتى الآن التشاور مع الفلسطينيين حول خارطة المرحلة الثالثة. وزاد متسائلا: "كيف سنثق بأنهم سيفون بتعهداتهم الجديدة؟". ومن جهته، أكد وزير التخطيط والتعاون الدولي في السلطة الفلسطينية نبيل شعث أن الفلسطينيين "لا يرحبون" بفكرة باراك الجديدة، موضحا أن هذه المرحلية في التوصل الى اتفاق نهائي "لم تكن مرغوبة فلسطينيا أصلا"، ودعا اسرائيل الى العمل الدؤوب للتوصل الى اتفاق نهائي مع الفلسطينيين في حلول 13 ايلول المقبل سبتمبر وهو الموعد الذي نص عليه اتفاق شرم الشيخ لهذا الغرض