أمام الاهمية البالغة التي يوليها الفلسطينيون لقضايا المرحلة الانتقالية كمؤشر الى "الجدية" الاسرائيلية، اضطر المبعوث الاميركي الخاص للعملية السلمية دنيس روس الى الاقرار بأنه لا يكتفي في محادثاته المكوكية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي ببحث قضايا مفاوضات "التسوية الدائمة" بل يبحث أيضا العقد في تنفيذ التزامات المرحلة الانتقالية. وجاء تصريح المسؤول الاميركي أثناء استقبال الرئيس الاسرائيلي عيزر وايزمان له أمس في اليوم الثالث لزيارته التي "لم تسفر عن جديد" حسب المصادر الفلسطينية. واعتاد روس في كل مرة يطلبه الفلسطينيون والاسرائيليون فيها ل"لحلحة الامور" الانتقالية، التشديد على أنه لا يبحث القضايا المتعلقة بتطبيق اتفاقات المرحلة الانتقالية، الا أن اصرار الجانب الفلسطيني على الحصول على ردود اسرائيلية "واضحة ومحددة" على الاسئلة الفلسطينية المتعلقة في مجملها باستحقاقات المرحلة الإنتقالية لم يترك خيارا أمام روس سوى بحثها مع الاسرائيليين. وقال روس في رده على سؤال: "نحن لسنا مجرد ناقلي رسائل"، من دون ان يحدد طبيعة الدور الاميركي الحالي في الجهود المبذولة لتحريك المسار الفلسطيني - الاسرائيلي المجمد. الا أن مصادر في الوفد الاميركي أكدت ل"الحياة" أن المسؤول الاميركي لم يقدم حتى الان أي اقتراحات لحل وسط بين الطرفين. وكان روس اعترف في ختام لقائه الاول بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في زيارته الحالية ب"صعوبة مهمته" في جمع الفلسطينيين والاسرائيليين مجددا حول طاولة المفاوضات، بعد أن رفض الفلسطينيون اجوبة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك التي نقلها روس الى عرفات. وكان باراك استبق لقاء روس مع عرفات ولم يعطه فرصة نقل الرسالة وذلك بارساله مستشاره الخاص يوسي غينوسار للاجتماع مع عرفات في رام الله "لتوضيح الصورة له". وقال روس انه على رغم خروجه بعد لقائه مع عرفات وباراك بانطباع يدل على حرص الطرفين كليهما على بذل جهود لاحراز تقدم في المسيرة السلمية "الا أن هنالك صعوبات" تعترض طريق المفاوضات. ويبدو أن المسؤول الاميركي "لم يفقد الامل" بعد في تقريب وجهات النظر، إذ قرر اجراء جولة اخرى من المحادثات تتخللها زيارة خاطفة الى العاصمة المصرية في ظل توجيه تل أبيب اصابع الاتهام الى القاهرة "بتعميق الازمة مع الفلسطينيين". وتوقعت مصادر اسرائيلية أن يطلب روس "مساعدة المصريين في تليين موقف" الرئيس عرفات. وكانت مصادر صحفية اسرائيلية نسبت الى مصدر سياسي اسرائيلي "رفيع المستوى" قوله ان مصر "هي التي تقف وراء الازمة". واضاف المصدر ذاته "ان المصريين يفعلون ذلك دائما وبعد ذلك ينقذون الموقف للتدليل على تأثير مصر الكبير في المنطقة". وتابع المصدر: "تشعر مصر بأن كل الدول العربية الاخرى تهرب من بين ايديها وتستغل حقيقة انها السند الوحيد للفلسطينيين من أجل اثبات زعامتها في المنطقة". ووصف كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات التصريحات الاسرائيلية بأنها "سخيفة" موضحا أن مصر تعمل من أجل انجاح عملية السلام. واعتبر المسؤول الفلسطيني في تصريح خاص ل"الحياة" أن السبب من وراء الهجوم الاسرائيلي على القاهرة هو الموقف الذي اتخذه الرئيس المصري حسني مبارك من خلال زيارته للبنان "التي أكد فيها رفضه الهيمنة العسكرية والسياسية الاسرائيلية على المنطقة". وأكد عريقات ما جاء على لسان الأمين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبدالرحيم من أن الاسرائيليين لم يتقدموا بأي ردود واضحة على القضايا المطروحة للحل ومنها المرحلة الثالثة من النبضة الثانية من اعادة الانتشار واظهار "جدية في المفاوضات النهائية وكذلك تحديد مواعيد لتنفيذ ما تبقى من استحقاقات المرحلة الانتقالية والتزام تلك المواعيد". ويجدر بالذكر ان السلطة الفلسطينية تطالب اسرائيل بتنفيذ 32 استحقاقا. وكان عبدالرحيم أدلى بتصريحات صحفية قال فيها ان الاجابات التي حملها روس الى الرئيس الفلسطيني لدى اجتماعه معه في رام الله مساء اول من امس "غير كافية وغير مرضية بل وتعمق القلق لدينا ولا تشكل قاعدة لاستئناف المفاوضات".