يزور رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص الفاتيكان الأربعاء المقبل، على أن يلتقي البابا يوحنا بولس الثاني الخميس، ويجتمع مع أمين سر الكرسي الرسولي الكاردينال انجلو سودانو، في حضور مسؤول العلاقات مع الدول المونسنيور جان لوي توران، كما أفاد المكتب الإعلامي لرئيس الحكومة. وأفاد مصدر رسمي لبناني أن زيارة الحص تندرج في اطار جهوده الهادفة الى تجنيب لبنان هجمات اسرائيلية جديدة، في ضوء ما خلفه العدوان الأخير على المنشآت الكهربائية من انعكاسات وتهديدات. وعلمت "الحياة" أن الفاتيكان عتب على السلطات اللبنانية لأنها لم تشمله في اتصالاتها وتحركاتها في الأشهر الماضية، وتجاهلت بالتالي موقفه المساند للبنان دائماً. وأضافت المعلومات أن الحص تبلغ هذا العتب، والتقى الثلثاء الماضي السفير البابوي في لبنان المونسنيور أنطونيو ماريا فيليو، وأكد أمامه اهتمامه بالتواصل مع الكرسي الرسولي، وطلب موعداً لزيارة البابا والمسؤولين في الكنيسة الكاثوليكية، وجاءه الرد على طلبه، أول من أمس الجمعة، من القاهرة حيث كان البابا في يومه الثاني من زيارته لها. وفي اطار التحركات لعرض الموقف اللبناني ولدرء العدوان، يغادر رئيس المجلس النيابي نبيه بري، على رأس وفد نيابي - اداري، بيروت اليوم الى طهران لترؤس الاجتماع الأول لمجلس اتحاد برلمانات دول منظمة المؤتمر الإسلامي الذي سيعقد في 28 و29 شباط فبراير الجاري. وكان بري التقى امس وزير الخارجية الجزائرية السابق الأخضر الإبراهيمي الذي شدد على "اهمية وقوف العرب الى جانب لبنان في هذه المرحلة بالذات"، آملاً بأن يسفر اجتماع المجلس الوزاري العربي في بيروت عن نتائج ملموسة، خصوصاً انه يعبر عن التأييد في مثل هذه الظروف". واستنكر الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان، مؤيداً كفاح الشعب اللبناني المشروع من اجل استرجاع حقوقه. وتلقى بري رسالة من المؤتمر البرلماني العربي - الأوروبي الذي عقد في الاسكندرية وتضمنت توصياته التشديد على الدور الاوروبي الى جانب الدور الاميركي في عملية السلام في الشرق الاوسط، وانهاء مبدأ الكيل بمكيالين، وعدم جدوى اي تعاون اقتصادي في ظل الاحتلال الاسرائيلي لأراضٍ عربية. ودان المؤتمر ايضاً الاعتداءات الاسرائيلية على البنى التحتية في لبنان. وتلقى بري ايضاً برقية من نائب رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية - اللبنانية جيرار لارشيه دان فيها العدوان وأكد التضامن مع شعب لبنان. صفير وشاتيلا على صعيد آخر، نقل رئيس "المؤتمر الشعبي اللبناني" كمال شاتيلا عن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير الذي التقاه في القاهرة، حيث يرافق البابا في زيارته، اعتباره ان "اتفاق 17 أيار مايو 1983 بين لبنان واسرائيل فشل، ولا يمكن تكراره، وان مصلحة لبنان تقتضي علاقات طيبة مع كل العرب، وان تكون علاقته جيدة مع سورية في اطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة"، وقدر صفير للرئيس المصري حسني مبارك زيارته التضامنية للبنان، مرحباً بانعقاد مجلس الجامعة العربية في بيروت. وأوضح شاتيلا ان "الرأي كان متفقاً على أن التطرف في أي دين ينتج عن مجموعة قليلة لا تعبر عن الغالبية المتسامحة المتعايشة، وان مسار الوحدة اللبنانية ثابت ومستقر". ونقل عن صفير "قلقه من تدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في لبنان التي تدفع بكثير من الشباب اللبناني الى الهجرة، ما يشكل خسارة كبيرة".