قضية تهريب الاموال من روسيا و"غسلها" عبر "بنك اوف نيويورك"، قد تلقي بظلال سوداء مجدداً على الرئيس الروسي السابق بوريس يلتسن وافراد عائلته وعدد من مسؤولي ديوانه الرئاسي. وقال ل"الحياة" عضو في لجنة الامن البرلمانية ان لائحة المصارف الروسية المتورطة في عمليات التهريب، لا تقتصر على المصارف الثلاثة التي وردت اسماؤها في افادات قدمتها لوسي ادواردس بيرتسكر وزوجها بيوتر برلين امام المحكمة الفيديرالية في نيويورك، بل قد تشمل مؤسسات مالية اخرى يملكها الثنائي المالي - السياسي المكون من بوريس بيريزوفسكي ورومان ابراموفيتش. وكلا الرجلين عضو، حالياً، في مجلس الدوما وعلى صلة وثيقة بالكرملين اثناء حكم يلتسن وفي عهد فلاديمير بوتين. وبعد تسجيل رئيس النيابة العامة المعزول يوري سكوراتوف مرشحاً للانتخابات الرئاسية، يتوقع ان يكشف خلال الحملة الدعائية عن معلومات او حتى وثائق تثبت تورط مسؤولين كبار وافراد عائلاتهم في تحويل الاموال الى الخارج بطرق غير مشروعة. وفي مناسبة بدء التحقيق في قضية "بنك اوف نيويورك"، طلب غريغوري يافلينسكي وهو مرشح آخر للرئاسة وزعيم كتلة برلمانية، بعقد جلسات اجتماع في الدوما على غرار جلسات عقدها الكونغرس الاميركي في الخريف الماضي. وعلى صعيد آخر، اكد نائب رئيس النيابة العامة فاسيلي كولموغوروف في حديث الى وكالة "انترفاكس" ان الهيئات الامنية والقضائية الروسية مستعدة للتعاون مع السلطات الاميركية في موضوع "بنك اوف نيويورك". وأكد نائب المدعي العام في موسكو يوري اندرييتشيف ان اجهزة التحقيق الاميركية طلبت من روسيا المساعدة في كشف حقائق شملها التحقيق في قضية المصرف المذكور. واضاف ان معلومات قد تظهر قريباً في شأن "سوبينبنك" و"فلانغو نيك" وهما المؤسستان اللتان ورد ذكرهما في افادة لوسي ادواردس. ومعروف ان "سوبينبنك" يعمل باشراف الكسندر ماموت وهو احد كبار "رجال الظل" في عهد بوريس يلتسن وكان مستشاراً في ديوانه، ويعد من اكبر اثرياء روسيا. وفي حينه، قال رئيس الوزراء السابق يفغيني بريماكوف ان ماموت حاول رشوة عدد من المرشحين على لائحة "الوطن كل روسيا" التي قادها بريماكوف لكي ينسحبوا من المعركة الانتخابية. وفي حال اثبات تورط ماموت فان "الرذاذ" سوف يطال يلتسن وعائلته ولن يسلم منه اسياد الكرملين الحاليون.