تفاقمت الأزمة السياسية في روسيا بعدما خذل البرلمان رئيس الدولة بوريس يلتسن ورفض طلبه إقالة رئيس النيابة العامة يوري سكوراتوف. وقرر يلتسن أمس الخميس مغادرة المستشفى إثر لقاء صباحي مع سكوراتوف حضره رئيس الوزراء يفغيني بريماكوف. وجاء ذلك بعد ساعات من عرض التلفزيون الحكومي شريطاً "فضائحياً" لرئيس النيابة العامة. وحسبما هو معهود في "السيناريوهات البوليسية"، قطع تلفزيون "آر.تي.آر" الحكومي برامجه بعد منتصف الليل ليعرض فيلماً مصوراً بكاميرا مخفية. وقال المعلق خلال الفيلم ان "الشخص الذي ترونه شديد الشبه بسكوراتوف"، وهو يبدو بصحبة فتيات ليل. واجمع محللون على ان عرض الشريط كان الورقة الوحيدة التي يملكها خصوم سكوراتوف لتبرير إقالته بعدما هدد بكشف معلومات خطيرة عن فضائح مالية في قمة هرم السلطة. واستدعي سكوراتوف الى المستشفى للاجتماع بيلتسن في الساعة الثامنة صباحاً، وسبقته الى هناك ابنة يلتسن تاتيانا التي تربطها علاقات مالية وثيقة مع البليونير اليهودي بوريس بيريزوفسكي. وقيل انها كانت المحرك الأساسي لعملية اقالة النائب العام. وأكد سكوراتوف ان الشريط "استفزاز مدبر هدفه الابتزاز"، من دون ان ينفي او يؤكد صحته. وقال ان وراءه "اسماء ستكشف للرئيس". وإثر اللقاء أصدر المكتب الصحافي للكرملين بياناً ذكر فيه ان يلتسن كلف مجلس الأمن القومي تشكيل لجنة للتحقيق في "معلومات تسيء الى سمعة النيابة العامة". تحالفات ضد يلتسن! وكان رفض مجلس الفيديرالية الشيوخ إقالة سكوراتوف مؤشراً الى تحالفات جديدة في أروقة السلطة في موسكو. فالمجلس كان في الماضي ركيزة ليلتسن في صراعه مع مجلس الدوما النواب الذي يضم غالبية معارضة لرئيس الدولة. وسيناقش المجلس الشهر المقبل حجب الثقة عن الرئيس، ويتوقع ان يحصل ذلك على نسبة الثلثين المطلوبة. واقتراع 143 عضواً في مجلس الشيوخ ضد الرئيس، يعني ان الهيئة العليا للبرلمان قد تنضم الى الدوما في حال طرح حجب الثقة، اذ ان نسبة الثلثين في هذه الهيئة لا تزيد عن 115 صوتاً. وفي هذا السياق يغدو قلق الكرملين مبرراً، اذ وصف نائب مدير الديوان الرئاسي اوليغ سيسويف قرار مجلس الفيديرالية بأنه "تصدع جدي في السلطة ... وضربة للاستقرار السياسي". وأشارت صحيفة "كوميرسانت" المتنفذة الى ان الأزمة الحالية جعلت يلتسن "وحيداً" بعدما تخلى عنه مجلسا البرلمان.