أكد الهلال انه "زعيم" اندية كرة القدم السعودية و"ملك" النهائيات عندما هزم اهلي جدة 2-1 في نهائي كأس المؤسس الملك عبدالعزيز على استاد الملك فهد الدولي بالرياض أمام نحو 70 ألف متفرج. وتسلم لاعبو الهلال الكأس من يد الملك فهد بعد لقاء "طفح" بالاثارة والندية، تقاسم الفريقان السيطرة عليه في حصتيه، ولم يخيبا الآمال بهما. وأصاب الهلال بفوزه بكأس المؤسس "طيوراًَ" عدة... فهو أولاً فاز بالكأس وهذا مهم لأنه صار مرجعاً في هذه المسابقة الغالية، وثانياً عاد الى مستواه الذي فقده منذ فترة طويلة، وثالثاً ألحق بالأهلي هزيمة لم يعرفها منذ خمسة اشهر. وقدم "الازرق"، خصوصاً في الشوط الاول عرضا ولا ابدع ثم دافع عن مرماه ببسالة في الشوط الثاني... اما الاهلي فلم يكن حاضراً الا في الربع الاخير من المباراة عندما "حبس" لاعبوه لاعبي الهلال في منتصف ملعبهم وشددوا الخناق عليهم وسجلوا هدفاً واحداً، لكنه لم يكن كافياً. واثبت الجنرال الروماني انجل يوردانيسكو ان "الغالي ثمنه فيه" عندما اعاد فريقه الى "هلال زمان" وفرض نفسه على البرازيلي زاناتا مدرب الاهلي فرضاً لم يتخلص منه الا في الاوقات الاخيرة من المباراة. الدوخي وعبدالغني والجابر ولم يكن ليضيع مجهودات الهلال من خلفه الروماني الانيق الا تصرف غير مسؤول من ظهيره أحمد الدوخي تجاه منافسه حسين عبدالغني... فقد ضرب الاول بكوعه الثاني سقط على اثره ارضاً وهو ينزف، فما كان من الحكم، وبعد استشارة مساعده، الا طرد الدوخي الذي لحقه عبدالغني الى خارج الميدان بعدها بدقائق متأثراً بإصابته. واثبت مهاجم الهلال سامي الجابر انه "ثعلب النهائيات" لأنه يغفو في الموسم كله ثم يلمع في المباراة النهائية على غرار ما فعل في مباراة القمة الجديدة، حيث كسب معظم الثنائيات بينه وبين مدافع السعودية الاول عبدالله سليمان الذي دفع ثمن خطأ مدربه لأنه كلفه مراقبة الجابر من دون ان يكون طلب زاناتا منطقياً. وفي المقابل خيب كل من خالد قهوجي وخالد مسعد آمال مناصري فريقهم الاهلي عندما ظهرا بصورة باهتة للغاية وإن كان "يُغفر" للاول أنه سجل وبطريقة بديعة للغاية هدف الاهلي الوحيد قبل النهاية بثماني دقائق. وبكرت مسابقة الملك عبدالعزيز في فرض موعد الاثارة على الملاعب السعودية كثيراً لان موعد الاثارة المعتاد في المسابقات المحلية هو في نهاية الموسم أي في بداية الصيف. حكم المقابلة ونجح حكم اللقاء ظافر ابو زندة في الابقاء على الإثارة والندية بين الطرفين عندما "تعمد" عدم اطلاق الصافرة عند كل خطأ وأفسح في المجال أمام قاعدة الافضلية، لكنه كان "بخيلاً" في توجيه البطاقات وكان عبدالله سليمان وألكاتو يستحقان أكثر من بطاقة صفراء نتيجة اللعب العنيف... ولم يمنح الحكم حارس الهلال محمد الدعيع الذي استأسد في حماية مرماه بطاقة لإضاعة الوقت بشكل مستمر، كما لم يكن موفقاً في ترك الامور تؤول الى ما آلت اليه بين الدوخي وعبدالغني. وسيكون قرار الحكم في الدقيقة السادسة من الوقت بدل الضائع مدار جدل طويل في الصحافة الرياضية عندما وجه بطاقة الى البديل الاهلاوي محمد دابو، وهناك من يرى أنه كان من واجبه أن يمنح دابو ركلة جزاء مع أن الحكم كان قريبا جداً من الحدث، لكن هذا لا ينقص شيئاً من امتيازه في ادارة المباراة واستحقاق البطل لبطولته. الشوط الاول لم تكد تمضي الدقائق العشر الاولى حتى بسط الهلال سيطرته على وسط الميدان وكان الاكثر تهديداً لمرمى منافسه لنجاح مدربه يوردانيسكو في توظيف إمكانات لاعبيه خلافاً لزاناتا الذي انقلب سحره عليه عندما اوعز الى مهاجمه طلال المشعل بمراقبه ظهير الهلال أحمد الدوخي، فلا هو نجح في واجبه الهجومي ولا هو حدّ من تقدم الدوخي الى الهجوم في وقت توارى وسط الاهلي امام تقدم وسط الهلال... كما ان محور الهلال خميس العويران "ابو كلبشة" كان موفقاً للغاية وكان ابرز لاعبي فريقه لأنه "نحر" غالبية بدايات الهجمات الاهلاوية والتي تحولت في ما بعد للهلال. وفي الدقيقة 29 بعدما أضاع الفريقان فرصاً مهمة خطف الجابر قرب الراية الركنية الكرة من عبدالله سليمان الذي كان يحاول تركها لتذهب الى خارج الميدان وأهداها داخل ورقة "سيلوفان" الى الكويتي جاسم الهويدي، الذي سددها لترتطم بقدم مدافع الاهلي عبدالحميد جدوع وتتحول داخل شباك زميله الحارس تيسير النتيف. وتحول الفريقان بعد الهدف الاول إلى العمل العضلي والاندفاع الجمساني اكثر من الفنيات والاداء التكتيكي، ونتج عن ذلك شح في الهجمات على المرميين وإن استثنينا الانقاذ البديع من محمد الدعيع لمرماه في آخر دقيقة من هذا الشوط عندما تصدى بنجاح لركلة حسين عبدالغني الحرة المباشرة. وعندما كان الفريقان يستعدان لإنهاء الشوط الاول حاول نواف التمياط ارسال كرة عرضية داخل صندوق الاهلي الا ان الكرة انحرفت بعد ارتطامها بظهير الاهلي البرازيلي رودريغو وغالطت للمرة الثانية حارس الاهلي معلنة الهدف الثاني. الشوط الثاني حوّل ظهير الهلال احمد الدوخي الشوط الثاني تحولاًً درامياً عندما اسقط "بالضربة الكوعية القاضية" ظهير الاهلي حسين عبدالغني وجعله ينزف، فطرده الحكم، الامر الذي حتّم على الهلال وهو المتقدم بهدفين الركون الى الدفاع والابقاء علي سامي الجابر وحيداً في المقدمة بعد خروج الهويدي "العملاق" مصاباً في كرة مشتركة مع الاهلاوي "القصير" خالد قهوجي. ولم يكد الشوط الثاني ينتصف الا واقترب مدافعو الاهلي من خط وسط الميدان وامطروا المرمى الهلالي بالكرات العالية التي شكل بعضها خطراً داهماً تكفل الحارس العملاق محمد الدعيع غير مرة بإبعاده... واخطر تلك الكرات الانفراد المباشر من بديل الاهلي عبدالرحمن سيفين بالمرمى قبل 11 دقيقة من النهاية. وأثمر هجوم الاهلي المكثف هدفاً وحيداً من خالد قهوجي عندما سدد كرة مرتدة من دفاع الهلال داخل الشباك قبل النهاية بثماني دقائق من دون ان يسعف الوقت فريقه لسحب الهلال الى وقت اضافي. مثل الهلال: محمد الدعيع - محمد لطف واحمد خليل وعبدالله شريدة واحمد الدوخي وخميس العويران ومحمد الشلهوب وعمر الغامدي ونواف التمياط عبدالله الجمعان وسامي الجابر يوسف الثنيان وجاسم الهويدي. مثل الأهلي: تيسير النتيف - محمد شلية وعبدالحميد الخيبري وعبدالله سليمان وحسين عبدالغني محمد دابو وخالد مسعد ورودريغو حمزة صالح وخالد قهوجي وابرهيم سويد عبدالرحمن سيفين وألكاتو وطلال المشعل.