بغداد، نيويورك - "الحياة"، أ ف ب - استأنف منسق البرنامج الانساني للأمم المتحدة هانس فان سبونيك اعماله أمس في بغداد بعدما تعرض الى انتقادات اميركية وبريطانية شديدة وطالبت واشنطن باقالته. وقال الناطق باسم الاممالمتحدة في بغداد جورج سومرويل ان سبونيك "عاد الى بغداد الليلة قبل الماضية ويستأنف عمله صباح اليوم أمس". وكان الامين العام للامم المتحدة كوفي انان جدد دعمه لسبونيك الثلثاء الماضي ومدد مهمته في العراق سنة اضافية. ونقل الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارت عن انان قوله بعد اجتماعه مساء الجمعة مع مساعد السفير الاميركي لدى الاممالمتحدة بيتر بورليه والسفير البريطاني جيريمي غرينستوك: "سيعود سبونيك الى بغداد. كان هذا قراراً لي انا حق اتخاذه". وكان سبونيك تعرض لانتقادات حادة في الايام الاخيرة من الولاياتالمتحدة وبريطانيا لاقدامه على طرح موضوع رفع العقوبات المفروضة على العراق. وأعلن الناطق باسم وزارة الخارجية جيمس روبين معارضة بلاده علناً لبقاء سبونيك في منصبه، ووجه اليه تهمة التواطؤ مع الحكومة العراقية في تخزين الغذاء والدواء بدلاً من توزيعها. وقال: "لا نعتقد بأن هذا الرجل يستحق قيادة هذه المهمة البالغة الاهمية"، متهما اياه بانه "لم يبد حزما كافيا" مع بغداد. وتحدى سبونيك ادعاءات التخزين، كما عبر عن تحفظاته عن وضع الناحية الانسانية في العراق رهينة مسألة نزع السلاح، وحض على الفصل بينهما. الدول الخمس وكان سفراء الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن اجتمعوا ليل الجمعة للمرة الاولى منذ 22 ايلول سبتمبر الماضي للبحث في كيفية التحرك في شأن مشروع القرار المتعلق بالعراق، ولم يتطرقوا خلاله الى مسائل جوهرية. وقال السفير البريطاني ان الاعضاء الخمسة سيكثفون في الاسابيع المقبلة محادثاتهم بهدف التوصل الى اتفاق بشأن العقوبات المفروضة على العراق، موضحاً ان "هذا الاجتماع كان يهدف الى الاظهار للاعضاء الآخرين اننا انتقلنا الى مرحلة متقدمة جديدة في نيويورك ولنطلب منهم الاستعداد لنقاشات مكثفة خلال الاسبوعين او الاسابيع الثلاثة المقبلة". وأضاف انه "لم يتم التطرق بعد الى جوهر مشروع القرار" البريطاني، الا انه اشار الى ان "الكثير من العمل انجز في الكواليس في مختلف العواصم خلال الاسابيع الماضية". واعاد التشديد على انه اذا كان العراق يريد الحصول على تخفيف للعقوبات فعليه ان يحقق تقدما في مجال نزع اسلحته. على صعيد آخر، نددت بغداد بمقرر لجنة حقوق الانسان التابعة للامم المتحدة ماكس فان دير شتويل لتقريره الاخير الذي حمل فيه على النظام وكررت رفضها السماح له بزيارة العراق. واعتبرت صحيفة "العراق" ان تقرير دير شتويل الاخير بشأن العراق "بمثابة احتفال خطابي اميركي صهيوني لتضليل العالم" مضيفة ان شتويل "خان امانة وظيفته الدولية وارتمى في احضان اميركا عميلا يكتب تقاريره من خلف مكتبه كما تريدها الادارة الاميركية كذبا من اجل تسويغ العدوان على العراق". وكان فان دير شتويل وضع حصيلة قاتمة عن اوضاع حقوق الانسان في العراق مؤكدا انها تتدهور في ظل نظام الرئيس العراقي صدام حسين.