ذكرت مصادر في وزارة الخارجية التركية أن وفداً ديبلوماسياً برئاسة مستشار الوزارة اوغور زيال سيزور دمشق خلال الأسبوع الأول من آذار مارس المقبل للبحث في تصور مشترك لإعلان مبادئ ينظم العلاقات بين تركيا وسورية. ومن المتوقع ان يلتقي زيال مساعد وزير الخارجية السوري سليمان حداد. وأضافت المصادر ان الوفد التركي سيبحث في كل مجالات التعاون بما في ذلك ملف المياه والتعاون السياسي والاقتصادي. وكان وزيرا خارجية البلدين، السوري فاروق الشرع والتركي اسماعيل جم، اتفقا في نيويورك العام الماضي، على تشكيل لجان مشتركة في كل المجالات، وإذا ما افضت هذه المباحثات إلى تفاهم، فسيتجه الوزير جم إلى دمشق للقاء الشرع والتوقيع على بيان إعلان المبادئ. ومن المتوقع أن يطالب الوفد التركي بربط تقدم اللجان في كل المجالات معاً للحصول على نتائج ايجابية في جميع الاتجاهات من دون إهمال أحدها. فيما لا يخفي المسؤولون الأتراك ارتياحهم لالتزام سورية باتفاقية آضنة الأمنية التي وقعت في تشرين الأول اكتوبر العام 1998، ويشيرون إلى أن نشاط حزب العمال الكردستاني تقلص إلى حد كبير في سورية وأصبح أقل فاعلية مما هو عليه في دول غرب أوروبا. واستناداً إلى ذلك، يبدو ان الجانب الأمني في هذه المحادثات لن يواجه عقبات كبيرة على عكس ما شهدته محادثات مماثلة بداية التسعينات. وبذلك سينصب الاهتمام على ملف المياه موضوع الخلاف الرئيسي. وكان آخر بروتوكول للتعاون بين البلدين وقع العام 1987 في دمشق وضم أكثر من فقرة في شأن المياه، وأشارت إحدى هذه النقاط إلى تعهد تركيا بتدفق أكثر من 500 متر مكعب في الثانية من مياه نهر الفرات إلى سورية، وذلك حتى الانتهاء من ملء بحيرة سد أتاتورك على أن يلحق ذلك العمل على وضع اتفاقية دولية لاقتسام مياه النهر.