عاد امس الى دمشق الوفد السوري الى اللجنة الفنية للمياه بعدما أجرى محادثات مع نظيره العراقي لمدة اسبوع استهدفت تبادل المعلومات حول مشاريع المياه المخطط لإقامتها في البلدين وتنسيق الخطوات لمواجهة سياسة تركيا المائية. ورأس الوفد المدير العام ل "المؤسسة العامة لاستصلاح الاراضي" المهندس ابراهيم مخول وضم مدير ادارة المعاهدات في الخارجية السيد سعيد البني ورئيس ادارة المياه الدولية في وزارة الري المهندس عبدالعزيز المصري ومدير ادارة الدراسات في سد الفرات المهندس رازي اصفري. وأوضحت مصادر مطلعة ل "الحياة" ان الجانبين تبادلا المعلومات الفنية والخطط وتطورات ملف المياه مع تركيا منذ آخر اجتماع حصل في دمشق بين 22 و28 تشرين الاول اكتوبر الماضي، وان الجانبين اجتمعا الى وزير الري محمود دياب الاحمد ومعاونه عبدالستار حسين. ونقلت عن المسؤولين العراقيين قولهم: "يجب على تركيا ان تتفهم اهمية التعاون مع اللجنة الفنية من اجل التوصل الى حل مناسب لمشكلة المياه". ومن المتوقع ان يوجه الطرفان دعوة رسمية الى انقرة لحضور اجتماعات اللجنة التي لم تعقد اجتماعاً ثلاثياً منذ العام 1992. واشارت المصادر الى "سعي تركيا الى مقاطعة الاجتماعات لاستكمال مشاريع المياه التركية" على نهري الفرات ودجلة اللذين تتشاطأ عليهما الدول الثلاث. وانجزت تركيا الى الآن نصف مشروع تطوير جنوب شرق الاناضول غاب الذي يشمل بناء 22 سداً و19 محطة طاقة. وأوضحت المصادر ان "البلدين سيجددان الدعوة لمقاطعة الشركات التي تساهم في تنفيذ هذه المشاريع او تمويلها من دون تنسيق معهما". وتطالب دمشق وبغداد الدخول في مفاوضات جدية لاقتسام ثلاثي لمياه الفرات، علماً ان تركيا ملتزمة تصريف ما يزيد عن 500 متر مكعب في الثانية بموجب اتفاق مرحلي وقع العام 1987. وتقوم سورية بتمرير 58 في المئة منها الى العراقيين.