لم يقاطع أي من الأحزاب والقوى السياسية الايرانية الانتخابات، كما كان يحصل في بعض الدورات الماضية. وأعلن القوميون والوطنيون دعمهم لعدد من المرشحين على رغم اقصاء مرشحيهم، مثل "حركة حرية ايران" برئاسة ابراهيم يزدي. ويلفت النظر تأكيد الجميع المشاركة الواسعة الالتزام بقواعد اللعبة الديموقراطية. وتنقسم القوى الرئيسية بين جبهتين رئيسيتين: اليمين المحافظ واليسار الاصلاحي، وتضم كل جبهة قوى وأحزاباً دينية وسياسية اضافة الى عدد من النقابات المهنية. وتجدر الاشارة الى ان هذا التقسيم بين اليمين واليسار والمحافظة والاصلاح قد لا ينطبق تماماً على المحافظين والاصلاحيين، نظراً الى العباءة الدينية والحزبية والنقابية التي تضم كلاً منهما، ونظراً الى تداول السلطة بينهما منذ قيام الثورة الاسلامية في 1979 حتى اليوم. اذ هيمن اليسار على الحكم في الثمانينات واستأثر اليمين المحافظ بالحكم والادارة حتى 1997، حينها أفضت الانتخابات الرئاسية الى عودة اليسار الى السلطة التنفيذية واحتفاظ اليمين بالسلطتين التشريعية البرلمان والقضائية ومعظم مؤسسات الدولة والثورة، مما فرض واقعاً جديداً جمع للمرة الأولى في تاريخ الجمهورية الاسلامية التيارين معاً في الحكم، وفق معادلة مفادها "برلمان محافظ وحكومة اصلاحية" فارتفعت درجة المنافسة والسجالات السياسية، مصحوبة بالتوتر، وصار الاحتكام الى صناديق الاقتراع أبرز الخيارات بعدما حصل اجماع على نبذ العنف الداخلي، وتحويل المخلين بالأمن على القضاء كما حصل في عمليات الاغتيال التي تورط فيها مسؤولون وعناصر في وزارة الاستخبارات وطاولت مفكرين أواخر عقد التسعينات. خارطة المرشحين سجلت ظهور قائمة انتخابية موحدة لليمين المحافظ في طهران، تقابلها قوائم متعددة لليسار الاصلاحي تقاطعت عند معظم المرشحين لكنها افترقت عند آخرين، مما يعني ان جبهة الاصلاح ستخوض المعركة الانتخابية غير موحدة. قائمة التيار المحافظ اطلقت على نفسها اسم "ائتلاف اتباع خط الامام الخميني والقائد آية الله علي خامنئي" وعلى رأسها الرئيس السابق هاشمي رفسنجاني. وأبرز من يدعم هذه القائمة "مجمع العلماء المجاهدين" روحانين بزعامة آية الله مهدوي كني، وجمعية "المؤتلفة الاسلامية" التي تسيطر على بازار طهران، ونقابات الاطباء والمهندسين والنساء والطلاب الجامعيين، وأبرز شعاراتها الانتخابية "التفاهم لحل مشاكل الشعب". اما قوائم التيار الاصلاحي فتقسم الى أربع رئيسية: قائمة حزب "كوادر البناء" ويتصدرها هاشمي رفسنجاني، الذي يشترك في قائمة المحافظين اضافة الى شخصين آخرين هما حسن روحاني نائب رئيس البرلمان، وغلام رضا حداد عادل استاذ جامعي. ويشار الى ان اسم رفسنجاني أُدرج في قوائم اصلاحية اخرى، منها قوائم "حزب العمل الاسلامي"، و"جمعية نساء الجمهورية الاسلامية" و"جمعية المحققين الاسلاميين". وخلت قائمة حزب "كوادر البناء" من اسم مهدي كروبي الأمين العام ل"رابطة العلماء المناضلين" الذي ترأس قائمتها الانتخابية، كما خلت من اسم محمد رضا خاتمي الذي ترأس قائمة "جبهة المشاركة". ويعارض حزب "الجبهة" بقوة مشاركة رفسنجاني في الانتخابات. اما "رابطة العلماء المناضلين" فهي التيار الديني الذي ينتمي اليه خاتمي، وانشقت في الثمانينات عن مجمع العلماء المجاهدين روحانين في عهد الامام الخميني الذي كان يصف هذين التيارين بأنهما جناحا الثورة. بما يعني موافقته على انشقاقهما. ويحتمل ان يرشح مهدي كروبي لرئاسة البرلمان المقبل، ويجزم اليمين المحافظ وحزب "كوادر البناء الاصلاحي" ان هاشمي رفسنجاني سيكون الرئيس. ويلاحظ ان قائمة حزب "جبهة المشاركة" لا تشترك في اي مرشح مع قائمة اليمين المحافظ، فيما تشترك قائمة رابطة العلماء مع قائمة اليمين باسم محسن رضائي القائد السابق للحرس الثوري. وتشترك "الرابطة" مع حزب "جبهة المشاركة" في تسعة عشر مرشحاً، فيما تشترك مع حزب "كوادر البناء" ب11 مرشحاً. وهناك قائمة رابعة تشكل خلاصة هذه القوائم الثلاث، وهي مدعومة من 14 مجموعة اصلاحية. أما على صعيد المحافظات فتوصل اليمين المحافظ الى قائمة انتخابية تضم 220 مرشحاً لكنه لم ينشر اسماءهم الا في الصحف الخاصة بتلك المحافظات، وهو تكتيك يرى فيه التيار الاصلاحي محاولة من اليمين لتقديم مرشحيه كمستقلين على ان يعلن لاحقاً عن انتمائهم اليه بعد فوزهم كي لا يواجهوا صعوبات وحملات ضدهم اثناء الانتخابات.