أعلن رئيس أركان الجيش الاسرائيلي شاؤول موفاز أن قواته "مستعدة للقيام بكل مهمة يوكلها له المستوى السياسي"، وذلك في محاولة للتغطية على تدهور معنويات جنود الاحتلال الاسرائيلي في الجنوباللبناني في الاسابيع الاخيرة. وفي غضون ذلك اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك انه ما زال يعتزم سحب قواته من جنوبلبنان في حلول تموز يوليو المقبل وانه يحبذ ان يكون هذا في اطار اتفاق مع سورية ولبنان. وأضاف موفاز الذي كان يتحدث أمام لجنة الشؤون الخارجية والامن في الكنيست البرلمان الاسرائيلي أنه سيوصي "بضرورة الرد على عمليات اطلاق النار التي يقوم بها حزب الله من القرى وبضرب حزب الله بحزم كلما انتهك نقاط تفاهم نيسان أو أصاب أحد جنودنا". وقال أن مواقع اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي على الحدود مع لبنان "لن تكون مماثلة في حال التوصل الى تسوية"، موجها بذلك رسالة الى الحكومة اللبنانية التي تسعى تل أبيب الى ضمها الى المفاوضات بالتوازي مع مفاوضاتها مع سورية. وجاءت أقوال الجنرال الاسرائيلي في أعقاب ما كشفت عنه مصادر اسرائيلية عن تدني مستوى معنويات الجنود الاسرائيليين وقرار الاخير تحويل "معالجة معنويات الجنود" الى قادة وحدات الجيش بعد أن أجرى مشاورات مع خبراء في علم النفس والتعليم. وهزت رسالة كتبها أحد الجنود الاسرائيليين الموجودين في جنوبلبنان المحتل الى رئيس الحكومة وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك معنويات الشارع الاسرائيلي، إذ عكست مدى شعور جنود الاحتلال بالاحباط من إصرار باراك على الانتظار حتى شهر تموز يوليو المقبل للانسحاب من لبنان. وعنون الجندي الذي نشر رسالته في صحيفة "معاريف" العبرية "بقلم آخر ضحية في لبنان". وورد في الرسالة: "يؤسفني أن أبلغك بوفاتي قبل الاوان في معركة في لبنان... فقد غرس جندي من حزب الله بدقة متناهية صاروخا من طراز تاو داخل الفتحة في الموقع". ومضى الجندي قائلا في رسالته: "سيدي رئيس الوزراء: لماذا ينبغي أن أموت؟ قالوا عنك انك ذكي وكفؤ وذو عقل تحليلي... فكيف خفي عليك ما هو واضح لكل فلاح لبناني عادي يركب حماره الأعرج وهو ان الحرب في لبنان خسرناها منذ زمن بعيد. الجيش الاسرائيلي العظيم بفرقه المدرعة واسراب طائراته وزوايا الصواريخ والغواصات، سيزحف أخيرا مكللاً بالخجل والعار على ركبتيه الى الحدود الدولية". وزاد: "كيف لا تفهم، سيدي رئيس الوزراء، أنه في لبنان جلبوا لنا حزب الله بالمقلوب لحرب دافيد ضد غوليات، إذ باتوا هم دافيد بصندله ونقافته ونحن غوليات المغلقين والمعلبين". على الصعيد ذاته، عاد باراك، كما لو أنه لم يقرأ رسالة الجندي وأكد أمس أنه سيخرج جيشه في "موعد أقصاه شهر يوليو" 2000 وأنه يحبذ أن يكون ذلك في اطار تسوية واذا لم يحدث ذلك فإنه سيعرف كيف سيتصرف"، مضيفا أنه "سيفي بكل الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية". وكشف المراسل العسكري لصحيفة "هآرتس" العبرية أن الجيش الاسرائيلي سيخلي مواقعه العسكرية العشرة في الجنوباللبناني عشية مطلع تموز وأنه سيتم نقل المعدات الحيوية والوسائل القتالية واجهزة الاستخبارات والاسلحة والآليات الى اسرائيل. وقال عاموس هرئيل أن قيادة الجيش أعدت خطتها للانسحاب حسب سيناريو "واحد ووحيد: الانسحاب ضمن اتفاق في تموز يوليو المقبل"، موضحا أن الموقع الذي يستعد الجيش للانسحاب منه هو "موقع ليفنه" شرقي زرعيت ويقع هذا الموقع من الجانب الثاني للحدود الدولية في المنطقة التي ضمتها اسرائيل عمليا. وقالت المصادر ذاتها أن العمل يجري الآن لبناء موقع جديد جنوبي الحدود وأن الجرافات بدأت بشق طريق في المكان.