أكد قائد اركان الجيش الجزائري الفريق محمد العماري، مساء الخميس، نجاح قانون الوئام المدني كآلية لتفكيك الجماعات المسلحة. وقال ان الغالبية الساحقة من هذه الجماعات وضعت السلاح. وانتقد العماري، في المقابل، في شدة ما تبقى من هذه الجماعات التي قال انها مجرد "عصابات تتشكل من أوغاد سيتم إستئصالهم عن آخرهم قريباً". وعبّر العماري، خلال زيارة قام بها بعد ظهر الخميس للقاعدة المركزية للإمداد الواقعة في بلدية بني مراد في ولاية البليدة 50 كلم جنوبالجزائر، عن اقتناعه بأن الجماعات المسلحة فشلت في معركة إسقاط النظام. وشدد على أهمية "بقاء مختلف القوات والمصالح مجندة لمواصلة معركة إستئصال الجماعات الإرهابية". وبث التلفزيون الجزائري، في نشراته الإخبارية المختلفة، ليل الخميس وصباح الجمعة، مقتطفات واسعة من كلمة الفريق العماري التي ألقاها بالفرنسية وسط عدد من الحضور أبرزهم اللواء احمد قايد صالح قائد القوات البرية، اللواء محمد بن سليماني قائد القوات الجوية، واللواء غضبان شعبان قائد القوات البحرية، إضافة إلى اللواء العودي عاشور قائد قوات الدفاع عن الاقليم، وكذلك اللواء رابح بوغابة قائد الناحية العسكرية الاولى. كذلك حضر اعضاء لجنة الدفاع الوطني للبرلمان بغرفتيه مجلس الامة والمجلس الشعبى الوطني. وأثنى الفريق العماري على جهود أفراد قوات الأمن والجيش الذين "أنقذوا" الجزائر "بصبرهم وصمودهم في مواجهة العناصر الهمجية". وذكر أن هذه الجهود هي "واجب وطني لسنا بحاجة إلى التذكير به في كل مرة". وقالت مراجع مطّلعة على الوضع الأمني ان إبراز تصريحات قائد الإركان في التلفزيون الجزائري، في شكل لافت ولمرات عدة، جاء لتوضيح موقف المؤسسة العسكرية مما أثير في الساحة السياسية أخيراً في خصوص تصريحات الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة والتي تناول فيها تحليله للوضع الأمني، الأمر الذي اثار مخاوف لدى بعض الجهات في الحكم. فقد فاجأ الرئيس الجزائري الرأي العام المحلي، خلال أحاديث صحافية أدلى بها قبل أسبوع لكل من القناة اللبنانية "أل. بي. سي" والقناة الإخبارية الفرنسية "ال. سي. إي"، بقوله ان الجماعات الإسلامية المسلحة لم تكن تستهدف المدنيين وانها كانت تركز في نشاطاتها المسلحة على ضرب قوات الجيش والأمن بالإضافة إلى تخريب المنشآت. كما تحدث في شكل إيجابي للغاية عن حسان حطاب، أمير إحدى الجماعات المنشقة عن "الجماعة الإسلامية المسلحة"، في شكل أثار قلق بعض الأوساط القريبة من الحكم التي اعتبرت أن الرئيس "حاول تبييض صورة أمراء يسفكون يومياً دماء الجزائريين" ولم يعبأ بتضحيات شباب الأمن والمؤسسة العسكرية. الى ذلك، تناول الفريق العماري، في كلمته، توجه قيادة أركان المؤسسة العسكرية إلى تحديث الجيش وفق مقاييس الإحترافية والتي ستغير من نمط تعامل الجيش مع الشباب المجندين للخدمة الوطنية والذين يتولون في الغالب مهمة مواجهة عناصر الجماعات المسلحة. ومعلوم أن الجيش كان يضطر في كثير من الأحيان إلى صرف مبالغ كبيرة من أجل التكوين القتالي للشباب، خلال مدة التجنيد التي تدوم نحو 18 شهراً، غير أن فاعلية هؤلاء في مواجهة عناصر الجماعات بقيت محدودة. ولدى تناوله ملف التصنيع العسكري وعلاقات الجيش مع مختلف المؤسسات الدولية المختصة في الصناعة الحربية، شدد العماري على أهمية التخلي عن اللجوء إلى الخارج في ما يتعلق بصيانة المعدات الحربية. وقال ان اتخاذ قيادة الجيش هذا القرار يهدف بالدرجة الأولى إلى تمكين المؤسسة العسكرية من توفير الأموال. وصرف الجيش الجزائري أموالاً كبيرة في صفقات مع كل من الصينوجنوب إفريقيا والولايات المتحدة للحصول على اسلحة حديثة يستخدم بعضها في إدارة المواجهة مع عناصر الجماعات المسلحة.