الجزائر-ا ف ب- توفي الفريق محمد العماري رئيس أركان الجيش الجزائري سابقاً في مستشفى بطولقة جنوب شرق الجزائر إثر إصابته بسكتة قلبية، بعد سنوات قضاها كأقوى رجل في المؤسسة العسكرية خاصة بتصميمه على محاربة الإسلاميين المسلحين. وكان الفريق العماري في بلدته الاصلية في ولاية بسكرة عندما أصيب بوعكة صحية نقل على إثرها الى مستشفى طولقة حيث لفظ أنفاسه الأخيرة، كما صرح شقيقه خالد لوكالة الانباء الجزائرية. وقال المتحدث بإسم حزب جبهة التحرير الوطني (الحزب الواحد سابقاً) قاسة عيسى عن العماري أنه "كان قائداً كبيراً للجيش الجزائري". ومحمد العماري كان من أقوى رجال المؤسسة العسكرية خلال التسعينات وعرف بأنه أول ضابط في الجيش الجزائري يتقلد رتبة فريق، وهي أعلى رتبة في الجيش. وتم تعيين العماري الذي يوصف ب "العلماني" في منصب رئيس الاركان في 1993 في ذروة أعمال العنف الإسلامي. عمل العماري في الجيش الفرنسي قبل أن يلتحق "بجيش التحرير الوطني" في 1961 للمشاركة في حرب التحرير (1954-1962) ضد الإحتلال الفرنسي، ثم إنتقل الى أكاديمية موسكو للتدريب على قيادة الأركان. ولد العماري في حزيران(يونيو) 1939 بالجزائر العاصمة وكان أول منصب قيادي له في الناحية العسكرية الخامسة قبل أن يصبح قائداً للقوات البرية التي تشكل غالبية أفراد الجيش الجزائري ومستشاراً لوزير الدفاع خالد نزار. وفي بداية "الحرب على الإرهاب" قاد العماري قوة خاصة تتشكل من الجيش والدرك والشرطة مهمتها ملاحقة الإسلاميين المسلحين، وكان نجاحه في المهمة سبباً في تعيينه رئيساً لأركان الجيش الجزائري. وإستقال العماري من منصبه في آب(أغسطس) 2004 بعد ثلاثة أشهر على إعادة إنتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة لولاية ثانية بعد خلاف معه دام لعدة شهور بعدما صرح أن الجيش لن يتدخل في السياسة وسيكتفي بالمهام التي خولها له الدستور"لا أكثر ولا أقل". وأعلن "رسميا" أنه استقال "لأسباب صحية"، بينما أوضح هو في وقت لاحق أنه غادر الجيش بإرادته بعد أن إتم مهمته. وتمكن بوتفليقة من تعزيز سيطرته على المؤسسة العسكرية برحيل العماري، من خلال تعيين قادة جدد يكننون له كل الولاء، كما يرى مراقبون. وكان الفريق العماري من رجال المؤسسة العسكرية النادرين الذين يتحدثون لوسائل الإعلام. وكان أشهر تصريح له عندما إعترف في تموز(يوليو) 2002 أن الجيش "تدخل" في السابق "في المشاكل السياسية" للبلاد عند إلغاء نتائج الدورة الأولى من الإنتخابات التشريعية في 1992 التي فازت فيها الجبهة الإسلامية للإنقاذ. ومنذ رحيله عن منصب رئيس أركان الجيش في 2004 لم يعد العماري يظهر كثيراً، حتى 2008 عندما شوهد في التلفزيون الحكومي يقدم تهانيه للرئيس بوتفليقة في إحتفالات الأول من تشرين الثاني(نوفمبر) المخلدة للثورة الجزائرية.