اعترفت موسكو امس بمقتل واحد من اشهر طيّاريها في الشيشان. وحذّر وزير الامن نيكولاي باتروشيف من "اعمال ارهابية" توقع ان يقوم بها الشيشانيون في العمق الروسي قريباً، فيما واصلت القوات الروسية عبثاً، محاولتها السيطرة على ساحة "مينوتكا" وسط غروزني. وأكدت القيادة العسكرية الروسية ان العقيد نيكولاي مايرانوف آمر لواء الهليكوبترات والحائز على لقب بطل الاتحاد السوفياتي اثناء الحرب الافغانية، قُتل حينما أطلقت النيران على هليكوبتر يقودها في وادي ارغون. ولوحظ ان الحادث وقع يوم الجمعة الماضي ولم يُعلن عنه الا امس ولذا فان المراقبين افترضوا ان مايدانوف لم يكن الضابط الكبير الوحيد الذي قتل في معارك الايام الاخيرة. وتحاول موسكو التعتيم على خسائر القوات الروسية والحديث عن "استسلام جماعي" للمقاتلين. واعلن امس ان 34 شيشانياً ألقوا سلاحهم وبلغ العدد الاجمالي ل"المستسلمين" حتى الآن، 168 شخصاً، بينهم 28 جريحاً. وينتهي اليوم الثلثاء الموعد الاخير للعفو العام الذي اصدره مجلس الدوما، ولن يشمل العفو "من له صلة بالاعمال الارهابية وخطف الرهائن والتفجيرات … والجرائم". وهذه العبارة الفضفاضة يمكن ان تعني الغاء العفو عن الغالبية الساحقة ممن ألقوا سلاحهم. ونفى مالك سعيد اللايف رئيس "مجلس الدولة الشيشاني" المتعاون مع موسكو، استسلام اعداد كبيرة من المقاتلين الشيشانيين. وذكر ان العدد لا يتجاوز ال57 شخصاً، واشار الى انهم شبان تراوح اعمارهم بين 16 و25 عاماً وهم من المرضى والجرحى. وتوقع استمرار المقاومة في غروزني فترة طويلة. وذكر ان 80 الى 90 في المئة من الاحتياط الشيشاني، لم يشارك بعد في المعارك. وواصلت موسكو تقديم معلومات متناقضة عن تعداد المقاتلين في غروزني. وبعدما قدّر نائب رئيس الاركان فاليري مانيلوف العدد بثلاثة آلاف، ذكر امس نائب قائد قوات الامن الداخلي ستانيسلاف كوفوز انه لم يبق في غروزني سوى الف مسلح، قال ان غالبيتهم من "المرتزقة الاجانب". ولم يقدم الجنرال تفسيراً لصمود الف "من المرتزقة" امام عشرات الآلاف من عناصر القوات الروسية الذين تساندهم الطائرات والراجمات والمدفعية. واعلن الروس امس انهم تمكنوا من السيطرة جزئياً على ساحة "مينوتكا" التي تلتقي عند طرق رئيسية وتمر تحتها انفاق عدة وتطلّ عليها عمارات عالية ما يجعلها "مفتاحاً" لمركز المدينة. واثر اجتماع الرئيس بالوكالة فلاديمير بوتين مع وزراء "القوة" ونواب رئيس الحكومة لبحث آخر التطورات، اعلن وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان هناك "مؤشرات الى انعطاف في عملية تحرير غروزني". وذكر فيها ان استسلام مقاتلين شيشانيين، لكنه رفض تحديد مواعيد للاستيلاء الكامل على المدينة. وعلى صعيد آخر، اكد وزير الامن الروسي في بيان خاص اصدره امس ان لديه "معلومات جدية" عن احتمال قيام الشيشانيين بتنظيم اعمال ارهابية في مختلف انحاء روسيا في النصف الثاني من الشهر الجاري. وذكر انه جرى بالفعل اعداد عدة مجموعات لإرسالها الى مدن روسية.