عاد هاجس تفجيرات يُحضّر لها أسامة بن لادن يلاحق المسؤولين الاميركيين مع اقتراب موسم الاعياد، في وقت تحدثت مصادر أميركية عن أدلة قدمتها الحكومة اليمنية تربط الاعتداء الذي تعرضت له المدمرة "كول" في ميناء عدن بأشخاص تلقوا تدريبات في افغانستان وكانوا على اتصال مع افراد من جماعة إبن لادن. وهذه المرة الاولى التي تربط فيها الاجهزة الاميركية حادثة "كول" بإبن لادن من خلال "أدلة". وكان الأميركيون "يتكهنون" سابقاً بتورط زعيم تنظيم "القاعدة" بتفجير المدمرة. ونقلت شبكة "اي بي سي" التلفزيونية الأميركية عن مصادر يمنية ان المحققين اليمنيين أعطوا زملاءهم الاميركيين تسجيلات لمكالمات هاتفية تدل الى ان بعض المتهمين كان على اتصال مع مسؤولين في جماعة إبن لادن في شرق افريقيا. وذكر تقرير الشبكة ان احد المتهمين المعتقلين ويدعى جمال البدوي تلقى تدريبات في افغانستان وشارك الى جانب جماعة إبن لادن في حرب البوسنة. واضاف التقرير ان متهماً آخر يُدعى فهد الكوزو تسلّم مبلغ خمسة الآف دولار لتصوير عملية تفجير المدمرة، لكنه لم يفعل. واضاف التقرير ان زعيم المجموعة التي نفّذت عملية "كول" يُعرف ب "عبدالناصر" وهو لا يزال فاراً. ويعتقد المحققون انه الشخص الذي جنّد المجموعة التي فجرت سفارتي أميركا في كينيا وتنزانيا عام 1998. وأوردت "الحياة" أمس ان السلطات اليمنية تُلاحق رجلاً يُدعى محمد عمر الصعفاني الحرازي للإشتباه في انه مدبّر عملية تفجير المدمرة. وكتبت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان هذا الرجل يُعرف في واشنطن باسم "عبد العلي الناشري" أو "عبدالناصر"، وان الأميركيين يشتبهون في ان له علاقة بتفجير السفارتين الاميركيتين. وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية فيل ريكر عبر عن سرور واشنطن للتعاون الذي يبديه اليمن مع المحققين الاميركيين. وقال ريكر: "نحن راضون عن التقدم الذي حققناه ونعمل سوياً مع اليمنيين في كل الامور التي تتعلق في القضية. واعتقد اننا نسير في شكل جيد". ورحّب بإعلان اليمن إحالة 6 متهمين في قضية المدمرة على القضاء لمحاكمتهم. الى ذلك، طالب مسؤولون أمنيون الكونغرس بتخصيص اعتمادات مالية اضافية لتأمين حماية لوزيرة الخارجية مادلين البرايت بعد ان تترك منصبها، بحجة ان إبن لادن وضعها على رأس لائحة بأشخاص ينوي تنفيذ عمليات اغتيال في حقهم. وذكرت مصادر اميركية ل "الحياة" ان هاجس الارهاب يشغل الادارة الاميركية في أيامها الأخيرة خصوصاً في ظل تزايد المشاعر المعادية للولايات المتحدة في الشرق الاوسط نتيجة لما يتعرض له الفلسطينيون من اعتداءات إسرائيلية. واضافت ان وزارة الخارجية بدأت مطلع هذا الشهر مراجعة ملف الارهاب ولائحة الدول التي تعتبرها الخارجية الاميركية داعمة له.