وسّع المحققون اليمنيون دائرة بحثهم عن المتورطين بعملية تفجير المدمرة الأميركية "كول" في ميناء عدن، بعدما حققوا تقدماً مهماً في كشف بعض الخيوط التي قد تقود الى الجناة. وأقر الرئيس علي عبدالله صالح أمس للمرة الأولى بأن أسامة بن لادن قد يكون مسؤولاً عن العملية التي قُتل فيها 17 من مشاة البحرية الأميركية "المارينز" راجع ص 2. وقال الرئيس اليمني في مقابلة مع شبكة "سي. أن. أن" التلفزيونية الأميركية، أوردتها أمس على موقعها في شبكة الانترنت، ان المعتقلين لدى أجهزة الأمن اليمنية في إطار التحقيق في ملابسات تفجير المدمرة، قد يكونون مرتبطين بأسامة بن لادن، الذي تتهمه الولاياتالمتحدة بالضلوع في تفجير سفارتيها في شرق افريقيا عام 1998. معروف ان إبن لادن ينفي التهمة، وأكدت حركة "طالبان" قبل أيام ان "ضيفها" إبن لادن ليس متورطاً بتفجير المدمرة. وأعلن الرئيس اليمني في المقابلة مع "سي. ان. ان" انه يتوقع "اختراقاً" في التحقيق في هذه القضية، في غضون أسبوع. ووصف المشتبه فيهم الذين أوقفتهم أجهزة الأمن بأنهم "عناصر من الجهاد عادوا من أفغانستان". وسُئل هل إبن لادن مسؤول عن تفجير المدمرة "كول"، فأجاب: "من الممكن". وكان الرئيس علي صالح أكد في مقابلة أخرى مع قناة "الجزيرة" مساء أول من أمس، ان منفذي الهجوم ليسوا سعوديين بل ربما يكونون يمنيين. وفي هذا الإطار، أشاد مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي الأميركي "أف. بي. آي" لويس فريه الذي يزور اليمن، بجهود أجهزة الأمن اليمنية لكشف المتورطين بتفجير المدمرة. وقال ان محققين يمنيين انتقلوا الى بعض المحافظات، مثل حضرموت ولحج، لتتبع خيوط قد تقود الى كشف الفاعلين. وأكد ل"الحياة" أشخاص خضعوا للتحقيق بعد تفجير المدمرة، ان جميع المحققين كانوا يمنيين ولم يروا أي أميركي خلال استنطاقهم. مجلس الشيوخ الى ذلك تساءل رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون وورنر "لماذا سُمح للسفن الأميركية بالتزود بالوقود في اليمن، في الوقت الذي يفيد تقرير وزارة الخارجية عن الارهاب، ان الحكومة اليمنية اثبتت عدم قدرتها على بسط سلطتها في الأماكن النائية، مما جعلها ملجأ للمنظمات الارهابية". وقال السيناتور كارل ليفين ان الاعتداء على المدمرة "كول" يجب ألا يؤدي الى "تراجع الولاياتالمتحدة عن التزامها الدفاع عن مصالحها في العالم، بما في ذلك الشرق الأوسط والخليج". ووجه أعضاء اللجنة اسئلة الى القائد السابق للقيادة المركزية الأميركية الجنرال انطوني زيني عن الأسباب التي دفعت واشنطن الى اعتماد مرفأ عدن لتزويد القطع البحرية الأميركية بالوقود، وهو قرار أيده زيني اثناء توليه منصبه.